آهِ يا وَطَني
عِنْدَما أُشاهِدُ أَفْراحَ النّاسِ وَبَهجَتَهم ، يَنْتابُني أَلَمٌ شَديدُ وَحَسَــــــرَة ، لَيْسَ حَسَدَاً أُوْ حِقْداً أًوْ كَراهِيَةً ، بَلْ أُشارِكَهُمِ
الْفَرَحَ ، وَأَتَمَنّى لِوَطَني مِثْلَ ذلِكَ ، أَلَيْسَ مِنْ حَقّي الْفَرَحَ ؟ أَلَيْسَ مِنْ حَقّي أَنْ أَتَجَوَّلَ في شَوارِعِ وَســاحاتِ وَمَعابِدِ
وَسُهولِ وَجِبالِ وَطَني ؟ أَلَيْسَ مِنْ حَقّي أَنْ أَشْعُرَ بِنَصْرٍ وَاسْتِقْلالٍ حَقيقيٍّ ؟ أَلَيْسَ مِنْ حَقّي أَنْ أَعْبُدَ إِلهي حَسَـــــبَ
ديني دونَ حَشْري في زاوِيَةِ الطَائِفِيّةِ أَوْ الْحِزْبِيّةِ أّوْ السّياسِيَّةِ الَّتي شَرْذَمَتْنا شُـــــــــــعوباً وَقَبائِلَ مِنْ أَجْلِ إضْعافِنا
وَالتِّجارَةِ بِقَضايانا الْمُخْتَلِفَةِ ؟ فَالظُّلْمُ كَبيرٌ ، الْقَتْلُ ظـــــالِمٌ ، وَالْفَقْرُ ظالِمٌ ، وَالْوَباءُ ظالِمٌ ، وَأَشَدُّهُ ظُلْمُ ذَوي الْقُرْبى
، مَعَ هذا يَبْقى حُـــبُّكَ يا وَطَني بِقَلْبي كَبير، فيكَ ذِكْرَياتُ طُفولَتي ، تَعَلَّمْتُ مِنْكَ الْجَلَدَ وَالصّمودَ ، تَبْقى حَبيبي لِأنَّكَ
مَلاذي الْآمِنِ ، هَواؤُكَ عَليلٌ وَبَحْرُكَ جَميلٌ ، أُحِبُّكَ يا وَطَني رَغْمَ قَسْوَةِ الْأَيّامِ وَجَوْرِ السِّنينِ ، أُحِـــــــبُّ أَنْ أَراكَ يا
وَطَني شامِخاً صامِداً مُوَحَداً بِأَهْلِكَ داخِلَ الْوَطَنِ وَخارِجَهُ ، لِتَكونَ شَوْكَةً ، وَسَـــــــــــــيْفَ حَقٍّ في وُجوهِ الْمُعْتدينَ
.........يَتْبَعُ L .dura