القفز إلى المحتوى
منتديات حلمات

سالب القاهرة

عضو
  • المساهمات

    570
  • تاريخ الانضمام

  • تاريخ آخر زيارة

  • فازت أيام

    1

كل ما تم نشره بواسطة سالب القاهرة

  1. ما أسهل الحديث عن التضحية عندما تكن مطلوبة من الأخرين، فالإنسان الأناني يعتمد على من حوله لتحقيق رغباته دون أن يكلف نفسه عناء التفكير في الألم الذي يتعرضوا له، فأصحاب مرض الأنانية يعيشون دائما على سلب طاقة ممن حولهم. «سمير» كان مثال للتضحية بكل ما يملك من أجل إرضاء زوجته والعمل على سعادتها مهما كان يكلفه الأمر، فقد عم الحب قلبه وأغلق عينيه عن حقيقتها، وظلت على مدى 4 سنوات، تستنزفه حتى أخر قطرة دماء، وعندما انتهت، قررت إلقاءه في غياهب الجُب. تزوج «سمير» من «نوال» بعد قصة حب كبيرة، فهي زميلته بالعمل، في أحدى شركات المواد الغذائية، ورغم أنها كانت مطلقة، إلا أنها جميلة وحسناء، ولم يتعدى عمرها الـ 25 عاما، وتدقن الإقاع بفريستها تحت قدميها، وكيف توقف معجبيها عند حدودهم، وتجيد رسم الشخصية الهادئة حسنة الخلق، فلا يمكن لأحد أن يتهمها بشئ رغم أنها تفعل كل شئ. وضعت نوال نصب عينها،الإيقاع بسمير، رئيسها في العمل، الذي يمتلك من الأموال ما يساعدها على تحقيق أحلامها، وبالحب وحده تتمكن من الحصول على ما تصبوا إليه، وبالفعل تمكنت من قلبه حتى غرق فى حبها بكل قوته، فقد فاقت أحلامه بكثير. بعدما تأكدت نوال من سيطرتها على سمير، تلبيته لكافة مطالبها مهما كلفه الأمر، وافقت على عقد قرانهم والزواج بعد شهور من التمنع والدلال، ويتخيل أنه سيكون أسعد إنسان في الحياة. في حفل زفاف كبير، حرصت نوال أن تكون فيه ملكة متوجة، وأن يتحدث الجميع عن جمالها ورقة فستانها الأبيض، دون النظر إلى ما تكبده الزوج من أموال، وبعد انصراف المعازيم والأهل، طارا الزوجين لقضاء شهر العسل في إحدى الدول الأوربية، ولم تترك غرضا لم تشتريه حتي أنفق خلال الرحلة ما يزيد عن المليون جنيه، مقابل ملابس ومجوهرات لزوجته. منذ اليوم الأول، أصرت على أن تحضر خادمة تعاونها في المنزل، فلا طاقة لها بالخدمة وحتى تحافظ على مظهرها وجمالها لزوجها، وتظل مهتمة بنفسها أمام عينه، فلم يتردد الزوج في تلبية رغبتها، لتستمر سلسلة طلبات لا تنتهي، فهي لا تعرف سوى شراء الملابس الباهظة وأدوات التجميل والذهاب للكوافير مرتين أسبوعيا، فتقبل الزوج الأمر في بدايته على مضض، متعللا أنها تتجمل له هو في النهاية، لكن مع تطور الأمر، اصبحت الميزانية لا تتحمل تصرفاتها وأعبائها المادية. دلع الزوجة هو نقطة ضعف سمير، فلم يكن يقوى على رفض طلباتها مهما كانت خسائره، فطلبت منه شراء سيارة لها، حتى لاتطر لانتظاره اثناء زهابها للكوافير وغيرها من مواعيد، فاختارت سيارة أحدث موديل، وطلبت منه أن يضع لها مبلغ من المال في البنك، لتتمكن من الإنفاق على نفسها اثناء غيابه. بدأ سمير يفكر في أمر الإنجاب، ولماذا تأخر كل هذه الفترة، فصارحته نوال بعدم رغبتها في الإنجاب مبكرا، وأنها تريد أن يستمتعا سويا بحياتهما دون أن يزعجهم الأطفال خلال الفترات التي تجعمهم، وأن يكون كل اهتمامها به وحده، ورغم منطقها الشاذ، إلا أنه وافق على تأخيرهم للحمل والإنجاب. ظلت الزوجة في دلالها وإنفاقها ببزخ، حتي فرغت خزينه زوجها، وبدأ في الاستدانة دون سداد، لتتراكم عليه الديون، وبدأ يعمل طوال فترة النهار للإنفاق على متطلبات زوجته الدلوعة، وعندما شعر بثق الحمل عليه، صارحها بمديونياته، وتوقيعه على شيكات بدون رصيد، وأنه عليها تخفيف نفقاتها، إلا أنها رفضت ظروفه وهددته بتركها المنزل، وهو الذي لا يطيق فراقها، فبدأ في البحث عن عمل أخر أو وسيلة لسداد ديونه، حتى عرض عليه زميله بيع كليته مقابل مبلغ مالي كبير، الأمر الذي رفضه في البداية، فصحته هي رأس ماله المتبقي ولن يضيعها، وبعد عدة أشهر أصبح مهددا بالسجن لعدم الوفاء بالديون، ورفضت الزوجة منحه الأموال الموجودة برصيدها قائلة: «أنت عايزني أشحت لما تتسجن.. دي فلوس مش هفرط فيها». وأمام قوة الأزمات التي أحاطت به، قرر الزوج التخلي عن كليته من أجل سداد جزء من الديون، ليخرج من العملية منهك القوى ضعيف البنيان، لتعلم الزوجة بفعلته، وبدلا من مساندته في مأساته، قررت التوجه لمحكمة الأسرة لتقديم دعوى طلاق للضرر، وتركته وحيدا مشردا يتسول قوت يومه.
  2. ما أقصي أن يفرض عليك الواقع أن تعيش بإحساسين مختلفين، وتضطر أن تحبسه داخل ذاتك، فلا أنت تستطيع تغييرشكلك ليتناسب مع هويتك، ولا تتقبل أن تعيش تمتلك جسدًا يخالف تصرفاتك وميولك ، وفي نهاية الصراع النفسي تصبح مطرودًا من المجتمع. جلس حسين أو كما يسمي نفسه " ولاء " بين زملائه في جلسات العلاج النفسي التي يحرص علي حضورها كل أسبوع فهي بمثابة المنقذ أمامه للحصول علي ورقة تحول حياته للوصول إلي تحقيق الاتساق النفسي والجسدي وإنهاء معاناته، مع المحيطين به، فمنذ طفولته وهو يشعر أنه منبوذ من عائلته وأصدقائه في المدرسة. قبل سبعة عشر عاما أنجبت "ليلي" طفلًا جميلًا يشبه في ملامحه الفتيات إلي حد كبير ولكنه ولد كامل مكتمل، أطلق عليه والده اسم "حسين" وحرص علي تربيته علي الأخلاق الحميدة فهو الابن الوحيد بين ثلاث فتيات وسند والده، ولذا كان يحرص علي الشدة في معاملته وعدم التهاون في أخطاءه . بلغ الطفل خمسة سنوات وبدأت مشاعره تتجه نحو اللعب مع شقيقاته والفتيات من أقاربه دون الأولاد فهو يبتعد عنهم، ورغم نهره من قبل والده أكثر من مرة إلا أنه ظل علي موقفه فهو لا يشعر بالارتياح في التعامل مع أبناء أخواله وأعمامه من الذكور، وإزاء رفض والده لمشاركة البنات في اللعب، أغلق علي نفسه الأبواب وبدأ باللعب بمفرده ،ليسرق العرائس من شقيقاته ويحتفظ بها في غرفته وكذلك يستولي علي ملابسهم ويقوم بارتدائها دون أن يدري والديه. التحق حسين بالمدرسة وكبر معه إحساسه بأنه يكره التعامل مع بني جنسه ويشعر بداخله أنه فتاة ، يجلس إلي جوار زميلاته ويشاركهم اللعب أثناء الفسحة، الأمر الذي أثار دهشة مدرسية وأصدقائه من الأولاد وبدأت والدته تتلقي الشكاوي من طريقته الأقرب إلي البنات. حاولت الأم التحدث إلي نجلها والوصول إلي سبب لتصرفاته ليؤكد أنه يشعر بداخله بكونه فتاة ولا يميل للتعامل مع بني جنسه من الأولاد وعقله يرتبط بشكل أكبر بالبنات، نزلت الكلمات كالصاعقة علي قلب الأم لتقرر اصطحاب طفلها للطبيبة للكشف عليه ومعرفة هل أعضائه الذكورية مكتملة أم لا، لتؤكد أنه رجلًا ولا يعاني من أي مشاكل عضوية وقد يكون الأمر نفسيا. أفضت الأم بسر ابنها لأبيه لينهال عليه ضربا ويمنعه من الاقتراب من الفتيات سواء بالمنزل أو المدرسة وأن الحرق سيكون جزاؤه في حالة مخالفة أوامره، أمام العقوبات المفروضة عليه والتحذيرات رضخ الابن لكلمات والده رغم الرفض الشديد من داخله لذكورته. ما أن أتم عامه الثامن عشر وألتحق بالكلية بدأ الطفل في التحرر من تعليمات والده، وبدأ في البحث عن توصيف لحالته فهو عقل وروح بنت في جسد رجل، ليجد العديد من التعريفات والشخصيات المشتركة لنفس حالته وأن هناك حلول كثيرة لعلاجه منها تناول المواد المنشطة لهرومانات الأنوثة حتى تظهر عليه علامات البنات وكذلك إجراء عمليات التحول الجنسي . قرر "حسين" خوض المواجهة مع والده وإقناعه بإحساسه وما يعانيه، ومجرد الانصياع لأوامره أمر لا يستطيع الاستمرار في تنفيذه ،وعليه فلابد من مرافقته للطبيب النفسي والتأكد من أزمته، ولكن والده قابل هذا بالرفض وطرده من المنزل بدعوي أنه سيجلب العار لشقيقاته بأفعاله الشاذة ،وعليه فقد أصبح في الشارع يجهل هويته ويرفض رجولته ولا يعرف كيف يتصرف؟.
  3. ما أبشع أن يصاب الإنسان بخصال الطمع والبخل،الأمر الذي يجعله يسير بين الناس مذمومًا، فالطمع يجعله يلهث ويسعى بكل جهده وراء ما لا يملك، متناسيا ما بين يديه، فينزع الله البركة من حياته ويحرمه مما بين يديه، فتكن نهايته الحرمان وتتكالب الهموم عليه وتضيق عليه دنياه بما رحبت. شب «علاء» منذ الصغر ينظر إلي ما في إيدي الآخرين ويغضب بشدة إذا منع عنه، فعندما يلعب مع أشقائه لا يكتف بألعابه بل يريد الاستحواذ علي أغراض أشقائه وأصدقائه، فهو دائم التذمر منهم، حتى في طعامه وشرابه لا يقبل سوي بالكثير منه حتى لو لم يتناوله، وعندما التحق بالمدرسة فكان يختطف الطعام من أيدي زملائه، وكثرت الشكاوي منه لوالده، بعد أن فشلت كل المحاولات ليرضي بالقليل ولا ينظر للآخرين. مرت السنوات وترسخ الطمع والعنف داخله، فخلال سنوات دراسته بالجامعة تطور أمره، فهو يريد أن تتجمع حوله الفتيات ولا يقبل بأن يشاركه أحد بفتاة أعجبته فتعددت علاقاته النسائية وأصبح معروفا بانه يتعامل معهم باعتبارهم ملكية خاصة ولا يمكن لأحد الاقتراب من فتاته حتي يملها ويتركها. انتهي علاء من دراسته الجامعية وتخرج في كلية التجارة شعبة إدارة الأعمال وتمكن والده من مساعدته للوصول لوظيفة محترمة بأحد الشركات المالية الخاصة ليبدأ حياته بشكل مريح، ولكن دفعه الطمع إلي السعي خلف تولي مناصب أعلي وأهم في فترة قصيرة، فأصبح ينقل أخبار زملائه لرئيسه في العمل وما يدور داخل أروقة الشركة حتي أطلق عليه لقب «عصفورة» المكان وانصرف عنه زملائه، ولكنه أستطاع أن يكن أهم عضو في الشركة ويحتل مناصب الآخرين ليحصل علي مرتب كبير، حرص علي زيادته كل عام. بلغ علاء الواحد والثلاثين من عمره وهو يلهث خلف الأموال حتي أصبح لديه رصيد⁦كبير بالبنك، وبدأت عائلته التفكير في تزويجه، ولكن أصبح يفكر بالأمر من منظور آخر فلابد أن يتزوج من فتاة ثرية تضمن له حياة مرفهة ولا يتكلف بالاتفاق عليها، وبعد فترة من البحث والتحري وجد ضالته في فتاة أكبر منه بأربعة أعوام لا تمتلك أي قدر من الجمال ولكنها تمتلك رصيد كبير بالبنك ميراث والدها لم ينتظر طويلا وقرر التقدم للزواج منها رغم معارضة أهله. تم الزفاف خلال ثلاثة أشهر أنفقت خلالهم العروس علي كافة التجهيزات تحت دعوي عدم المقدرة المادية للزوج في المساهمة بالقليل من المال، وبعد مرور ثلاثة أشهر من الزواج لاحظت عدم انفاقه بالمنزل إلا القليل وأنه سيمنحها كل شهر 500جنيه تدبر بها امور المنزل فمرتبه الشهري لايكفي اكثر من ذلك، وأن الحياة زوجية مشاركة وعليها أن تساعده، الأمر الذي أثار تعجب الزوجة من رفضه الإنفاق وإدعاء قلة الأموال، حاولت الزوجة تقبل الأمر والمشاركة في الأمور المالية. مرت ستة أشهر وعلمت الزوجة بحملها الاول فشعرت بالسعادة الغامرة وأنها حققت ما كانت تصبو إليه، ولكن بدأت الأعباء المادية تزيد ولا تستطيع الزوجة وحدها الوفاء بها خاصة بعد أن سحب رجل البيت يده من كل شئ حتي سيارتها طلب منها أن تبيعها لشراء سيارة أفضل يذهب بها للعمل، ومع اقتراب الحمل طلبت منه المساهمة في عملية الولادة، الا أنه انقلب الي شخصا أخر، ليؤكد لها أنه لم يقبل الزواج منها وهي دميمة الشكل وتكبره في السن إلا من أجل ميراث والدها وأن تنفق عليه وليس العكس. لتكتشف الكارثة الكبري بأنه استطاع إن يسلبها كافة ما تملك من خلال التوقيع علي توكيل يمنحه حق البيع والشراء لنفسه وتحويل رصيدها في البنك لصالحه وكذلك شقتها وتجد نفسها بين يوم وليلة ضحية شخص طمع بها ونصب عليها فتلجأ للمحكمة لطلب الخلع.
  4. ما أسهل أن ترتدي ثوب الشرف أمام الجميع وأنت تعلم مدي دنائتك، فمن يتحدث عن الشرف دائما يؤكد أنه ينقصه، فالبعض يتخذ من لفظ رجل ساتر يخفي به وضاعته وقلة ضميره من أجل أن يظهر بوجه الحمل البرئ أمام الأخرين، وما أبشع أن يتجرد رجل من قلبه ويتسخدم عقله من أجل الانتقام من زوجته بعد سنوات من العشرة بينهما. وقفت أميرة داخل محكمة الأسرة تنتظر أن ينطق القاضي بكلمة الحق وينصفها بعد أن خذلها الجميع حتى الرجل الذي وثقت به، جاء يخفي خلف وجهه وحشًا كاسرًا دمر حياتها، تخلى عنها الجميع فوجدت نفسها طريدة بالشوارع لا مستقبل لها. كانت أميرة هي الشقيقة الصغرى بين ثلاث فتيات أمل وأسماء تقطن مع والدها عامل الحلوى البسيط في منطقة شعبية، فبعد وفاة والدتها أصبحن الثلاث فتيات هما عون والدهم لتجهيز الحلوي والوقوف إلي جانبه، فلم تساعد الظروف المادية لوالد أميرة علي الوفاء بإتمام تعليمها الجامعي واكتفت فقط بالحصول على التعليم الصناعي. تعلمت أميرة إلى جانب صناعة الحلوى بعض المشغولات اليدوية، فأصبحت تبيعها إلي جانب والدها من أجل المساعدة في تجهيز شقيقتيها فقد قارب موعد زفاف الكبرى على أن تلحق بها الوسطى بعد عدة أشهر فقد طالت خطبتهما نظرا لتأخر تجهيز المفروشات والأجهزة. بعد عام أصبحت تعيش أميرة بصحبة والدها بعد زواج شقيقاتها، فكان الثنائي لا يفترقان، تساعده في بيع الحلوي وتجهيزها ويعاونها على أداء أعباء المنزل، ولكن دائما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، فذات صباح استيقظت من نومها لتفيق والدها لأداء الصلاة ولكنه لم يستجب لندائها ، لتطلق صرخة أفاقت الجميع ليسارع جيرانها بنقله إلى المستشفى لتعلم أنه فارقها للأبد وخرجت روحه لباريه. بعد انتهاء العزاء رحل الجميع حتي شقيقاتها وبقت بمفردها لا يوجد من يعينها علي وحدتها، فقررت أن تستمر في عمل والدها والوقوف على عربة الحلوى وتحل محله حتى تكسب قوت يومها، وساندها رجال الحي وبعدوا كافة المضايقات عنها. مر عام علي رحيل الأب ومازالت أميرة علي حزنها حتي قابلت محمود الشاب الوسيم صاحب الجسد الرياضي، فقد تصدي لمحاولات بعد الشباب لمضايقتها أثناء عودتها ليلا لمنزلها وأصر علي ان يسير إلي جوارها حتي يطمئن عليها، ومنذ تلك اللحظة وبدأت قصتها معه، فقد بدأ يتردد عليها ويساعدها في العمل لتبدأ خيوط العاطفة تربط بين قلوبهما، لتجده ذات مساء يطلب الزواج منها ولكنه لا يملك من حطام الدنيا ما يبدأ به حياته، لتقدم الحل بأن يتزوجا بشقة والدها ويستمرا بعمل الحلوى كما هم. أفاقت أميرة بعد ليلة الزفاف وشعرت بأن الدنيا ابتسمت لها من جديد فقد تزوجت من شخص مهذب وتحبه وتتمناه قلوب الفتيات لوسامته، جهزت الفطور وأيقظته ليتناولاه سويًا، مرت خمسة أشهر بعد الزواج والأمر في إطاره الطبيعي حتى شعرت بنقص في إيراد الحلوى لتواجه زوجها فانفعل عليها بعد اتهامها له بالسرقة، وأنه لا يقبل على نفسه أموالها، فشعرت بالخجل من تصرفها واعتذرت وأبدت أشد الأسف على ما تفوهت به. لم يقتنع إحساسها بأن زوجها لا يسرق من إيراد العربة ولكنها هذه المرة قررت أن تراقبه لتجد في انتظارها كارثة أخرى فالزوج الرياضي مدمن مخدرات وحبوب منشطة ويستولي على الأموال لإنفاقها على مزاجه، لكنها لم تستطع هذه المرة ان تكتم ما بداخلها لتقرر مواجهته ومطالبته بالبحث عن عمل آخر بعيد عن العربة ليكن نصيبها العديد من اللكمات والضربات ترقدها طريحة الفراش. شعرت الزوجة بالغدر من زوجها فقررت أن تحمي نفسها ففور خروجه من المنزل قررت أن تغير كالون الشقة وتمنعه من الدخول مرة أخرى وطلب الطلاق من زوجها، ليقرر أن يكشر عن أنيابه ويهددها بتدميرها بعد طرده من المنزل، فتسلل ذات مساء مستغلا معرفته بمداخل ومخارج الشقة ليقم بإشعال النيران في مناطق حساسة من جسدها وتشويهها لمنعها من الزواج مرة أخرى، وبعد أن شفيت من جراحها قررت أن ترفع دعوى طلاق وتحرير محضر ضده بحرقها.
  5. «رمضان شهر الرحمة والغفران.. فمن شهد منكم الشهر فليصمه» هكذا أوصى الله المسلمين بالصيام في هذه الأيام المباركة، فجعله ركن من أركان الإسلام الخمسة، وعظم جزاء من ترك الصيام عامدًا متعمدًا متناسياًُ عقاب الله، لمن يجاهر بإفطاره بين الناس، لذا لم تصبر «عائشة» على الاستمرار في حياتها مع زوجها وقررت أن تفارقه بالمعروف. نشأت «عائشة» في جو عائلي يشوبه الخلافات الدائمة بين والديها، بسبب الأزمات المالية، فوالدها نجار مسلح يعمل يومين ويجلس بالمنزل يوم آخر، وما يتحصل عليه لا يكف احتياجات المنزل والإنفاق على ثلاثة أطفال، الأمر الذي دفع الأم للنزول للعمل بالبيوت، من أجل المساعدة في تربية الأولاد، والتخلص من الخلافات الدائمة مع زوجها. حصلت «عائشة» على التعليم الإعدادي فقط، لتتولى بعدها شئون المنزل والإعتناء بأشقاءها الصغار، فكانت بمثابة الأم الثانية لهم رغم صغر سنها، واستطاعت أن تشملهم بالحب في ظل غياب الأم، وزيادة المشاحنات بين والديها، سواء لتأخر والدتها عن المنزل أو تكاسل الأب عن الخروج للعمل وتركه المسئولية كاملة على الزوجة، التي أصبحت تدور كالنحلة بين البيوت للحصول على أموال أكثر. اتمت عائشة عامها السابع عشر، وكأنه كتب عليها العذاب، فأثناء خروج والدتها للعمل صدمتها سيارة أثناء عبور الطريق، لتعود إلى منزلها جثة هامدة، وتكتمل أركان مأساتها، وتفقد الأسرة عائلهم الوحيد ومصدر حنانهم، فبعد وفاة الأم ترك الأب أطفاله الثلاثة دون رعاية وظل على عادته القديمة، يجلس على المقاهي وينفق الأموال على اصدقائه. عاد الأب في ذات مساء، طالبا من نجلته الكبرى أن ترتدي ملابس لائقة، فهناك ضيف سيحل عليهم بعد قليل، أتى لخطبتها واتفق معه على كافة الإجراءات، واليوم سيقرأ الفاتحة على أن تتزوجه بعد 5 أشهر، وتنتقل للعيش معه، لم تصدق عائشة ما تسمعه من والدها فكيف تترك اشقاءها دون ونيس أو سند، وتحرم منهم، حاولت الاعتراض ورفض الأمر ولكن والدها قابل كلماتها بلا مبالاة طالبا منها الإنصياع لتعليماته. تفاجأت عائشة بمظهر الزائر القادم، فهو يرتدي جلباب مهلهلا، تملأه الأتربة والأوساخ، ويبدو من هيئته عدم نظافته الشخصية، وأنه أكبر منها سناً بكثير، فأقشعر بدنها، عند رؤيتها له، ولكن والدها كان قد أنهى الأمر، وعليها تدبير أمرها، فأيام معدودة وستنتقل بعدها لمنزل زوجها الجديد. مرت الأيام سريعا، وغادرت عائشة، أشقائها والدموع تغرق فستانها الأبيض، وهي ترى مصير والدتها ينتظرها مع هذا الكائن الأشعث. وفي ليلتها الأولى، تعرضت للعنف البدني من زوجها، فشعرت بأنه يلتهم جسدها كالوحوش، وبعد انتهاءه منها، جلس يلف سيجارة حشيش، تناولها ألقى بجسده إلى جوارها، فشعرت بأنفاسها تختنق لمجرد رؤيتها له، ورغم ما تعانيه، إلا أنها حاولت أن تتعايش مع حياتها الجديدة وتبتهل لله أن يساعدها على محنتها. حرصت «عائشة » على أن تلعب دور الزوجة المطيعة الخاضعة، حتى تتفادى لكمات زوجها وعصبيته، ففي كل مساء، كانت تستقبله ببرود وهو يلتهم جسدها ويتناول الحشيش ويرقد إلى جوارها دون الالتفات إلى ما تعانيه من معاشرته القاسية، وفشلت كافة محاولاتها في إصلاحه وإبعاده عن طريق المخدرات دون فائدة، فحاولت أن تذكره بعقاب الله وتحسه على الصلاة، فكان يوبخها ويتهكم عليها قائلا:«ربنا ينفعنا من بركاتك ياشيخة عائشة». هل هلال الشهر الكريم، وبدأت تستعد عائشة بشراء التمور والياميش، وقررت استدعاء والدها وأشقائها، ليشاركاها إفطار اليوم الأول، وبعد منتصف الليل قليلا، حرصت على تحضير السحور لتتناوله هي وزوجها، ولكنها انتظرت كثيرًا ولم يحضر كعادته، فتناولت سحورها واستعدت لصلاة الفجر، لتجد زوجها يدخل عليها ورائحة السجائر والمخدرات تفوح من فمه، وطلب منها إعداد كوبا من الشاي، فذكرته بأنه لا يجوز تناول إي شئ بعد الفجر، فقام بسحبها للمطبخ وأرغامها على تنفيذ طلبه. حاولت إخفاء دموعها ووضعت أمامه كوب الشاي، ودخلت إلى غرفتها وتركته يلف سيجارة الحشيش، وداخلها شعوراً بالإشمئزاز من قذارته وعدم التزامه بتعاليم الدين، ولم تمر دقائق معدودة حتى وجدت زوجها يحاول الاقتراب منها، فابتعدت عنها، لكنه لم يحترم رغبتها وقرر معاشرتها جنسيا بالقوة، فهو لا يصوم ويجبرها على أن تفعل مثله، فرفضت تنفيذ طلبه خشية أن تغضب ربها، وهو الذي لم يقبله الزوج، وقرر الاستمرار في ممارساته اللأخلاقية، فكان كل مساء، يأتي للمنزل ويعاشرها دون رحمة، وعندما طلبت من والدها مساعدتها والوقوف في وجه زوجها، إلا أنه تخلى عنها، وانتهز زوجها الفرصة، وطلبها في بيت اطعة، مدعيا أنه هو من يتحمل ذنبها، فلم تستطع أن تصبر عليه أكثر من هذا، وتقدمت للمحكمة بدعوى خلع.
  6. من ينتزع الله من قلبه الرحمة، ويزرع بها الحقد والقسوة، يظل مذمومًا طوال حياته فلا رفيق يظل بجواره، فيعيش بمفرده يستمتع بأذية الآخرين وتعذيبهم حتي أقرب الأقربون لا يسلموا من شروره. لم تترك « سمية» بابًا إلا وطرقته من أجل الوصول إلي بصيص أمل يعيد إليها فلذة كبدها بعد أن حرمت منها إلي الأبد بفضل جنون والدها وحرصه علي الانتقام منها في ابنتها الوحيدة وابعادها عنها مدي الحياة. بدأت مأساة «سمية» قبل عشرة سنوات عندما تزوجت من زميلها في العمل ورغم ما أشتهر به من محاولات النكاية والوقيعة بين الأخرين، ولكنها وجدت فيه المنقذ من شبح العنوسة الذي أصبح يطل برأسه علي حياتها فقد تجاوزت الواحد والثلاثين من عمرها وترغب في أن يكن لها منزل وعائلة وتنجب أطفال يكونوا السند في الكبر. انهت سمية تعليمها الجامعي فتخرجت في كلية الأداب قسم علم النفس ولكنها لم تعمل في هذا المجال وقررت البحث عن مجال أخر حتي أستقر بها المقام للعمل في شركة للتمويل العقاري بمجال التسويق، ورغم ضئالة المقابل في البداية وكثرة المجهود، لكنها شعرت بالارتياح في مجال عملها وحرصت علي الاجتهاد حتي تصل إلي مكان أفضل. ظلت تعمل لمدة عام بهذه الشركة حتي اكتسبت خبرة في مجال التسويق العقاري وقررت أن تنتقل للعمل بشركة أخري أكبر في هذا المجال وبعد قليل من البحث والمقابلات الشخصية استقر بها المقام في واحدة من أهم الشركات في البلد، استطاعت بخبرتها القليلة ولباقة أسلوبها أن تنال اعجاب رؤسائها وتحصل علي ترقية سريعة في مجالها، وكلما أثبتت جدراتها زاد المقابل المادي والمعنوي وأصبحت تشغل منصب هام في الشركة ولكن رغم ما حققته ولكنها تفتقد الحب والسعادة فقد شارفت علي الثلاثين من عمرها ولم يدق قلبها أو تجد من يقترب منها. تم تعيين «سعيد» بالشركة فأثبت من البداية قدرته علي العمل وجدراته ورغم خوف كثير من العاملين من أسلوبه الحاد وطريقته العصبية معهم ولكنها وجدت فيه الأمل بالزواج منه وبدأت في التقرب منه ومساعدته في العمل حتي عرف ما تسعي إليه ووجد هو الأخر فيها فرصته للإرتقاء والحصول علي منصب أفضل، ليفاجأ الجميع بخبر خطبتهما وتحديد موعد العرس بعد خمسة أشهر ، حاولت خلالهما أن تكسب وده وقلبه ومساعدته في العمل ليحقق ما يطمح إليه فتشبث بها أكثر ليتم الزفاف وتغلق عليهم الأبواب. مرت الشهور والحياة تسير بينهما ما بين الجذب والشد خاصة أثناء التعامل معها أمام الموظفين فقد حرص أكثر من مرة علي فرض سيطرته عليها أمام الجميع بطريقة تثير السخرية من خضوعها واستسلامها، حتي يوصل للجميع أنها خادمته وليس العكس، ومع زيادة المشاكل بينهما، شعرت بتأخر الحمل فقررت أن تستشير الطبيبة من أجل معرفة السبب. لتكن المفاجأة فقد اخبرتها الطبيبة بأنها حامل في شهرها الأول وعليها ألا تتحرك من الفراش لضعف الحمل، طارت من الفرحة وزفت الخبر لزوجها ليرد بمنتهي البرود بأنها لا يمكن أن تترك العمل فهو في حاجة لمساعدتها الأمر الذي قابلته بالاعتراض فالأهم لديها هو الجنين والعمل يؤجل. استمرت الخلافات بينهم ورغم تعبها ولكنها حرصت علي مساعدته في العمل حتي تضع حملها وتحصل علي ما تريد، لتجد الكارثة في انتظارها، فبعد الوضع توصل لخطة لضمان بقاء زوجته إلي جواره من خلال تغيير أسم الزوجة في شهادة الميلاد دون أن تعلم بخطته وأعطائها شهادة ميلاد مزورة. مر عام علي ولادة الطفلة وزادت المشاكل بينهما فطلبت منه الانفصال ، فشعر انه سيخسر عمله وحياته التي سعي اليها وهداه تفكيره الشيطاني بطلب مهلة يومين يدبر أمره، ووضع خطته بخطف الطفلة والهروب لإرغامها علي البقاء معه أو حرمانها من الطفلة إلي الأبد بعد علمها بتغيير اسمها في شهادة الميلاد وقررت الرضوخ لتهديده والعدول عن فكرة الطلاق، والعودة لحياة الذل فاصبحت تعمل لتمنحه الأموال مقابل ترك الفتاة في رعايتها.
  7. الفقر لا يمنع الإنسان من الاستمتاع بحياته، لكن البخل قادر علي أن يدمر حياة صاحبه ويحول حياة الآخرين إلي جحيم، فالسعي خلف إكتناز الأموال يجعله يدور في حلبة الصراع البشري دون توقف، وتكن الزوجة أول من يعاني من بخل الزوج وادعائه دائما شظف المعيشة وقلة الأموال، لتمتلئ المحاكم بمئات القصص التي يكن البخل السبب الأساسي في الانفصال. تقول" سناء " زوجي ليس بقلبه ذرة من الرحمة فأهون عليه أن نموت من الجوع ولا نطلب جنيه يسد رمقنا، تحملت شحه كثيرًا ولكن ما ذنب طفلتي الصغيرة في أن تعيش محرومة بين الناس ووالدها يمتلك الكثير من المال ويدعي الفقر. تضيف :"عانيت الكثير في حياتي فقد توفي والدي وأصبحت بمفردي بلا سند اتنقل بين بيوت أشقائي واتحمل تصرفات زوجاتهم ومضايقاتهم تارة وبيت خالتي تارة أخري، وقد حالت ظروف مرض والدي دون استكمال تعليمي واكتفيت بدبلوم التجارة، فعملت في محلات الملابس والصيدليات حتي وصلت لسن السادسة والعشرين، قطار العمر يسير سريعا حتي تقدم معتز للزواج مني، عن طريق معارف العائلة" . تتابع :" لم أتردد في الموافقة حتي أرتاح قليلًا من رحلة معاناتي وتنقلي بين منازل أشقائي وأصبح سيدة منزل كزوجاتهم يجمعني بإنسان يكن السند والأمان أنعم معه بنعمة الأمومة، وحرص أشقائي علي تجهيزي بأفضل الأثاث ولكن العريس لا يملك شقة خاصة وسنتزوج بشقة والدته الأمر الذي رفضه أشقائي وبعد عدة محاولات كان الحل بأن نعيش في شقة والدي بعد أن يتكفل زوجي بتجهيزها". دأبت خلال ثلاثة أشهر علي الانتهاء من كافة الترتيبات حتي نستقر سريعا، ولم أعترض علي الكثير من التصرفات التي كانت تظهر منه فكل تركيزي أن أصبح زوجة وبعد الزواج ستختلف الأمور وينصلح الحال، وعللت رفضه إقامة فرح والإكتفاء بكتب الكتاب في مسجد بقلة الأموال بعد النفقات التي تطلبتها تجهيزات الزواج فالكثير يتعرض لهذا الموقف وقمت بتأجير فستان الزفاف على نفقتي الخاصة دون أن يعلم أحد". مرت خمسة أشهر بعد الزواج ولا يعرف زوجي غير الشكوي من قلة الأموال وزيادة الأعباء فكان يترك 10 جنيهات أتدبر بها أمر المنزل وأجهز الطعام وغيرها من الأمور، حاولت تقبل الحياة بهذا الشكل فلا يمكن التفكير في الطلاق بعد فترة قصيرة، فلم يعد أمامي سوي تحمل تصرفات زوجي. تستطرد:" في أحد الأيام شعرت بتعب شديد فطلبت من زوجي الذهاب للطبيبة فرفض بشدة فهو لا يملك أموال، ذهبت لوالدته لإقناعه باصطحابي للعيادة فقد زاد الألم فمنحتني الأموال للذهاب بمفردي وألا أخبر نجلها بهذا الأمر فهو شديد البخل رغم امتلاكه الكثير من الأموال فأصابني الذهول مما سمعت. تتابع:" بعد الكشف أخبرتني الطبيبة بالحمل في شهرا ونصف، هللت من الفرحة وزففت الخبر لزوجي ليشاركني سعادتي فكان أول ما نطق "هي ناقصة مصاريف ووجع قلب"، تغاضيت عما سمعت وقررت الاستمتاع بفرحتي، مرت شهور الحمل ثقيلة جدا فزوجي يرفض شراء الأدوية والطعام حتى أصبت بالأنيميا من كثرة تناول الفول والبطاطس فاللحوم والدواجن من المحرمات حاولت كثير أن أرجعه عن بخله ولكن الطبع دائما يغلب التطبع". وضعت طفلتى الأولى وكانت صغيرة الحجم واضطررت أن تبقي بالحضانة لفترة حتي يكتمل نموها وتكفل شقيقي بالنفقات، وخرجت من المسشتفي وبعد أن تعافيت قررت النزول للعمل حتي أنفق علي صغيرتي ولا تعاني الحرمان ، لكن لم أستطع الحصول علي عمل يناسب ظروفي فالخروج مبكرا والعودة ليلا لا يمكن في ظل وجود طفلة صغيرة . تستكمل:" هل رمضان وكعادة كل البيوت تقوم بشراء احتياجات الشهر الكريم خاصة في ظل وجود طفلة في عامها الثاني ولابد أن تتناول طعاما يساعدها علي النمو ولكن كالعادة فطبق الفول والعدس والبطاطس هما الوجبات الأساسية في المنزل. أصبحت الطفلة هزيلة وضعيفة لا تتمكن من المشي والنطق كباقي الأطفال، فأستندت مبلغ من والدته للكشف عليها وأكتشفت إصابتها بالجفاف محاليل ونقص في النمو وغيرها من الأمراض الأمر الذي دفعني للجوء لشقيقي لطلب الطلاق من زوجي الذي رفض الأمر فقررت أن أرفع دعوى طلاق للضرر وطلب نفقة للصغيرة حتي أجبره أن يخرج ما يخبأه تحت البلاطة".
  8. أحيانا تجبرنا صفعات الحياة على اختيارات لم تكن في استطاعتنا لكن في النهاية نرضخ لما يفرضه علينا القدر رغم عدم استطاعتنا التفرقة بين هل هذا هو القدر أم أنها نتيجة حتمية لسوء اختياراتنا، فتكن النهاية الوقوع في بئر من الحيرة لتحقيق ما يفرضه العقل وترفضه طبيعة الحياة. استطاعت «ندى» أن تخطف قلب «إسلام» فهي الفتاة الجميلة المعتنية كثيرا بملابسها ومظهرها العام، فمنذ أن رأها بصحبة صديقته في أحد النوادي الشهيرة وتمكنت من شغل عقله وتفكيره، فسعي للتقرب منها، شعر الاثنين بإرتياح متبادل رغم الطباع المختلفة فهي الابنة الوحيدة لوالدتها لذا كانت دلوعة، تتركز اهتماماتها فقط بالأزياء والموضة والميكاب، فلا تعرف عن عالم الحياة الزوجية، وإدارة المنازل الكثير، ولكن لشدة تعلقه بها قرر أن يكمل ما بدأه. فاتح «إسلام»، عائلته برغبته في الزواج من فتاته فهي التي تستطيع أن تسعده، ولكن واجهت والدته الأمر بالرفض فهي تختلف عن عائلته في الطباع وأسلوب الحياة وكذلك المستوي الاجتماعي ولن يستطيع مجاراتها في هذه الحياة فهو موظف في شركة خاصة ولن يفي مرتبه باحتياجاتها، ورغم نصائح والدته المتعددة إلا أنه أصر على الزواج منها. لم تمر ثلاثة أشهر حتى تم حفل الزفاف في قاعة بأحدي الفنادق لتليق بالمستوي المادي للزوجة، ورغم التكاليف الباهظة للحفل ولكن كانت السعادة تغمر الجميع، بعد الزفاف توجه العروسين لقضاء شهر العسل. بعد انتهاء فترة الدلع بدأ إسلام في مطالبة الزوجة بضرورة تعلم أساسيات المطبخ والاهتمام بنظافة المنزل، فقد تغيرت المسئوليات فالأمر بعد الزواج مختلف عن ذي قبل وأنه سيعمل علي مساعدتها في كافة الأمور ولكن عليها أن تتحمل المسئولية قليلًا وتقلل من نفقاتها، حاولت الزوجة أن تتقبل نصائح زوجها فهي في بداية الزواج، مرت الأيام والزوجة علي نفس عادتها تحاول لكنها تفشل في أعمال المطبخ. مع اليوم الأول لشهر رمضان قرر الزوج أن يدعو أسرته لتناول الإفطار في منزله الجديد، وحان وقت المواجهة ففي هذا اليوم أحضر الزوج كافة احتياجات المطبخ من المأكولات والفاكهة وما لذ وطاب لتجهزه زوجته. استيقظت «ندى» من نومها متأخرة وهي تشعر بالتعب الشديد فلا طاقة لها بدخول المطبخ ولا تعرف كيف تطهي هذه المأكولات التي طلبها زوجها، فلم تجد أمامها حل سوي أن تضعها في الثلاجة وتطلب محل «ديليفري» لتوصي بالعديد من الوجبات والتي تجاوزت الألف جنيه، وحضر الزوج ليجد مفاجأة في انتظاره فلم تحضر الزوجة الطعام وأخبرت زوجها بأنها قامت بشراء الأكل جاهزًا من أحد المطاعم ليثور الزوج غضبا من تصرفات زوجته ولكنه حاول احتواء الموقف لقرب مجئ عائلته وحتى لا ينكشف أمره أمامهم، مر اليوم بسلام واستوعب الزوج الأمر. في اليوم التالي قررت ندي أن تطهو وجبة بسيطة لزوجها فبعد تصفح لمواقع الأكل قررت أن الإفطار سيكون «مكرونة بشاميل» و«فراخ بانيه» وقامت بتجهيزها كما في الوصفات ووضعتها في الفرن، وقررت أن تستغل الوقت المتبقي في متابعة حلقات المسلسلات التي أضاعتها، فأحضرت هاتفها وفتحت موقع الفيديوهات الشهير وبدأت في مشاهدة كافة الحلقات، مسلسل رحيم بطولة نجمها المفضل ياسر جلال ووضعت كل تركيزها في تفاصيل الحلقات وما تضمنته من مشاهدة ستغير مجري حياة الأبطال. في تمام الساعة السادسة والنصف عاد إسلام من عمله ومن أن دلف داخل المنزل حتى اشتم رائحة ودخان كثيف يخرج من المطبخ، فهاله الأمر متخيلا أن حريقا شب بالمطبخ فدخل مسرعا لإستطلاع الأمر و الإطمئنان علي زوجته، ليجد أن الفرن هو مصدر هذه الشبورة الدخانية فأغلقه وفتح المنافذ لتهوية الشقة وتوجه إلي زوجته ليجدها منهمكة في مشاهدة المسلسلات على هاتفها، وما أن سمعت صوته العالي وأنها كادت تتسبب بحرق الشقة بإهمالها ورعونتها وعدم تحملها للمسئولية، بدأت مشادة حامية بينهما، فقد حذره الجميع من الزواج منها فهي شخصية مستهترة، لا تجيد مجرد تحضير وجبة الإفطار، فماذا يفعل بعد أن عاد من عمله مرهقا من صيام يوما طويل ويريد أن يتناول الطعام ليجدها أحرقته لانشغالها بمشاهدة المسلسلات التافهة. لم تستطيع« ندى» أن تتقبل إهانات زوجها المتكررة واتهامها بالإهمال فهو لم يتزوجها من أجل خدمته، وتحضير الطعام فهي زوجة ولها حقوق ولم تجرم عندما أرادت الترفيه عن نفسها بمشاهدة المسلسل، وعليه أن يدبر أمره بتناول قطعة من الجبن تعويضا عن الأكل المحترق. أثارت كلمات الزوجة وإحساس اللامبالاة عصبية الزوج بشكل أكبر لتتعالي الأصوات، ليقوم بضربها بعد إهانته واتهامه بعدم التفكير في غير الأكل وإعلان ندمها علي الزوج من شخص لا يفكر إلا في متعته، انتهت المشادات بجمع الزوجة بعض ملابسها وترك المنزل، لم ينتظر الزوج طويلا وأرسل إنذار بالطاعة للزوجة واتهمها بالنشوز.
  9. ما بين التفاؤل والتشاؤم خيط رفيع، فكلاهما يرا نفس الأشياء ولكن لكل منهما نظرته المختلفة، فمن يحيا بالأمل يعيش أبد العمر سعيد فتتولد بداخله طاقة نور من الرضا بالقادم مهما كانت عواقبه، وكما قال الشاعر محمود درويش لأنني أحب الحياة أريد أن أودعها ضاحكا، فالصبر على الابتلاءات يمحيها والصبر في المنح يزيد الإنسان قوة فاضحك واعلم أن القادم أفضل طالما تحيا بالإيمان. ما بين الفرحة واليأس جلست «حسنية» تفكر في حياتها التي أصبحت تدور في فلك الأزمات، فما أن تشعر بأن الفرج قادم وستزول سحابة اليأس عن حياتها حتى تجد أن الأمور لا تسير كما ترام، ولكنها في النهاية تسلم أمرها لخالقها وتردد في داخلها: «لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا». بلغت حسنية عامها الخامس والأربعين نشأت في إحدى قرى مدينة بني سويف فهي الكبرى بين ثلاثة أشقاء ولكنها ليست على قدر من الجمال، ولكن تنتمي لعائلة ثرية والدها وأشقاءها يمتلكوا الكثير من الأطيان والأموال، ويعيشوا على وهم الطمع بهم فكل من يتقدم لخطبتها والزواج منها يقابل بالرفض لاتهامه بالرغبة في الاستيلاء على ميراثها. تعددت حالات الرفض من قبل أشقاءها فلم يقبل بأي شخص يتقدم لها الأمر الذي جعلها تضجر من حياتها، فهي تتمنى أن تتزوج وتصبح أمًا ولكن عائلتها تقف كحائط سد أمام رغبتها وترفض، حتى بلغت عامها الواحد والثلاثين وتقدم للزواج منها شخص من خارج القرية وعلى نفس المستوى الاجتماعي للأسرة فوافق أشقائها على مضض، فرحت من قلبها وأحسست بأن الله أنعم عليها بالزواج وبدأت في تحضير التجهيزات وشراء المنقولات الزوجية وغيرها من الأمور، وبعد عام من الخطبة وأثناء عقد القران قام أشقاءها بإلزامه بكتابة مبلغ مالي ووضعه باسمها في البنك وقطعة أرض وغيرها من الأمور لتنتهي الزيجة قبل أن تبدأ. عاد الحزن ليرتسم على وجهها مرة أخرى، فبعد أن كانت تجهز نفسها للزفاف لملمت أغراضها ووضعتها جنبا حتى لا تتحسر على ضياع فرحتها كلما رأتهم، مرت ثلاثة أعوام وبقى حالها كما هو عليه فرغم وفاة والدها فلم يحن قلب أشقاءها عليها واعتبروها زوجات أشقائها كالخادمة بالمنزل ترعى الأطفال وتشرف على الأكل بالمنزل. ظل العمر يجري بها وهي تعيش على وحدتها، فلم يعد يتقدم أحد للزواج منها، فباتت تدعي ربها أن ينتشلها من هذه الحياة فهو وحده القادر على تحقيق حلمها فأشقاءها انتزعت من قلوبهم الرحمة، يستولوا على ميراثها ويرفضوا زواجها، حتى تقدم للزواج منها شخص في نفس عمرها تزوج من قبل ولم يوفق وسيصطحبها معه للعيش بالقاهرة ولا يريد منها أموال أو ميراث ولكن يريد من تؤنس وحدته، هبطت «حسنية» على قدمي شقيقها تستعطفه وتطلب منه الموافقة على الزواج فهي لا تريد الأموال ولكن تريد أن تعيش حياتها كأي امرأة. وافق شقيقها على الزواج ولم يمر شهر حتى انتهت من كل الترتيبات والتجهيزات اللازمة وحان موعد الزفاف، لتكن المفاجأة في انتظارها فأثناء قدوم المأذون لكتب الكتاب سرق منه دفتر قيد الأزواج، الأمر الذي دفع الزوج للتشاؤم من هذه الزيجة ورفض إتمامها، ليهبط عليها الخبر كالصاعقة وتصيبها حالة من فقدان النطق المؤقت بعد صدمة ضياع فرحتها للمرة الثانية. لم تكن تعلم حسنية أن القدر يخبأ لها شئ أجمل في انتظارها، فلم يمر شهرين على هذا الأمر حتي فاجأتها خالتها بخبر سار فقد تقدم شخص للزواج منها بعد أن علم بقصتها وصبرها علي هذه الحياة فقد توفيت زوجته ويريد أن يتزوج من آخري، وكل ما يريده أن تكن أنسانة طيبة حسنة المعشر، لم تفرح كعادتها بالخبر حتي لا تكن الصدمة الثالثة في انتظارها، ولكنها تمهلت ودعت الله أن يساعدها ويكن إلى جوارها، وبعد ثلاثة أسابيع أصر العريس على أن يدخل السعادة إلى قلبها وترتدي الفستان الأبيض ككل البنات وتزف في فرح كبير يحضره كافة أهل القرية لتمر الأشهر وهي تنعم بالسعادة مع زوج حنون أنساها حياة الشقاء والألم السابقة.
  10. من الممكن أن تخدع كل الناس بعض الوقت، وبعض الناس كل الوقت، لكنك لن تستطيع خداع كل الناس كل الوقت، فلابد أن يكشف الله المستور وتظهر الحقائق وتقودك الصدفة إلى اكتشاف الحقيقة بأعين واثقة لتعرف ما تخبوه لك الأيام من حكايات مع من أحسنت الظن بهم يوما ما. وقف "صالح" كالأضحوكة بين الناس يشعر بأن الدنيا قررت أن تعاقبه دون سابق إنذار وتهدم البيت الذي أفني حياته في تأسيسه ليكتشف بعد سنوات أنه كان يعيش بصحبة امرأة، تعشق التمثيل تدعى الفضيلة والأخلاق حتى تسنح لها الفرصة لتكشف عن وجهها الآخر. قبل عشرة سنوات هبط "صالح" من بلدته في صعيد مصر للعمل في مجال المقاولات مع بعض أقاربه، ليبدأ السلم من أسفله وعمل في البناء والطلاء وكافة الأعمال حتى استطاع أن يجمع مبلغا من المال دخل به شريك في امتلاك إحدى العقارات الجديدة، استمر هكذا يجمع الأموال من عمله ويشارك في بناء العقارات الجديدة. استطاع خلال فترة وجيزة أن يجمع مبلغا من المال ويكن شريكا في ثلاثة عقارات جديدة، وبدأ في البحث عن الزوجة الصالحة تكن السند وتنشئ أطفاله على الفضيلة والأخلاق، وبعد فترة من الوقت وجد نصفه الثاني فهي شقيقة صديقه في العمل فلمس فيها الأخلاق والالتزام الديني. نجحت "نسمة" في أن تكسب عقله بالمظهر الديني وارتداء الحجاب، لم يمر شهرا حتى تعالت أصوات الزغاريد داخل المنزل لتعلن عن خطوبة "نسمة وصالح" على اتفاق بأن يكن الزواج بعد 6 أشهر، حرص خلالهما على اختبار أخلاقها أكثر من مرة لتكن النتيجة في صالحها وتثبت أنها أهلا للزواج. بعد الزواج حرصت "نسمة" أن تحتفظ بنفس وجه الزوجة المهذبة التي لا تخالف كلمة لزوجها، الذي مجرد أن يغيب عن عينيها حتى تتحول إلى شخص أخر فتخلع ثوب الفضيلة وترتدي ثوب الجنون وتبدأ في محادثة اصدقائها من الرجال المتواجدين على صفحتها الشخصية بموقع "فيس بوك"، والتي لا يعلم عن أمرها الزوج، فتتهم زوجها بالبخل وقلة الاهتمام وتركها بالأيام تعاني الوحدة حتى تستمع لكلمات الإعجاب من الرجال عن جمالها واتهام زوجها بالغباء لترك زوجة مثلها دون ونيس. استمرت "نسمة"، هكذا تدعي الأخلاق أمام زوجها وتنكرها من خلفه، حتى أنجبت الطفل الأول الذي كان بداية كشف حقيقتها فكانت تثور وتتفوه بألفاظ غير لائقة عند بكاء الطفل وتهمل في رعايته حتى أثار الأمر غضب زوجها لأنها لا تلتزم بتريية الطفل بشكل صحيح وبدأت الخلافات تشتد بينهم عندما يجدها تهمل الطفل ولا تفارق هاتفها فبدأ الشك يتسلل إلى قلبه. حاول الزوج أن يتغاضى عن أفعال زوجته مبررا ذلك بأنها من تحمل مسئولية الطفل الأول فلا يجب أن يفقد الثقة فيها، خاصة بعد اعتذارها المتكرر عن أفعالها. مرت الأيام بينهما وجاء الشهر الكريم وانصرف الزوج إلى العبادة والصلاة في المسجد، وفي أحد الأيام أخبر زوجته بأنه سيتناول الإفطار بصحبة أصدقائه في العمل، لتقنعه بأنها تريد الإفطار مع والدتها حتى لا تكن بمفردها فلا يرفض طلبها وغادر كلاهما إلى وجهته. ذهب الزوج لأصدقائه، وتوجهت الزوجة إلى منزل والدتها وتركت طفلها بصحبة أمها بعد الإفطار بدعوى النزول لشراء بعض الأغراض للمنزل، لتذهب لإحدى الكافيهات لمقابلة أصدقائها من الرجال والسيدات. ولأن الصدفة خيرا من ألف ميعاد، جمعت بين الزوج المخدوع وزوجته اللعوب، فلم تمر 10 دقائق على دخول الزوج إلى المقهى حتى لفت انتباهه وجود سيدة تشبه زوجته ولكنها لا ترتدي الحجاب وتدخن الشيشة بشراهة بصحبة مجموعة من الرجال والنساء تدوي ضحكتهم في كافة أرجاء المكان، حاول تجاهل الأمر فزوجته لن تفعل ذلك فهي بمنزل والدتها، ولكنه كلما نظر إليها يجد الشبه الكبير يينها وبين زوجته فحسم أمره وتوجه حيث مجلسها ليكتشف الصدمة فما أن رأته حتى فزعت وحاولت الهرب ليمسك بها الزوج ويصفعها على وجهها أمام اندهاش الجميع ويلقي عليها يمين الطلاق أمام أصدقائها.
  11. كلما كان عطاءك كبيرًا كلما شعرت بالخذلان وكانت صدمتك أكبر فمن تمنحهم الأمان هم القادرين علي سلب حياتك، فدائما ما تكن البدايات مبهرة ولكن اللحظات الصادقة تكن في النهاية، فقصص الحب أصبحت نهايتها الخيانة والنكران، وهذا ما عانته "يسرا " بعد سنوات من الانتظار والوفاء بالوعد كانت النهاية " ضرة " وضعت "يسرا" كل ثقتها في "منير" فكيف يخون بعد سنوات الحب الخمسة قبل الزواج؟ يأبى عقلها أن يصدق ما تعرضت له وماذا فعلت حتى تكن نهاية سنوات الانتظار ورد الجميل الزواج من أخري. ارتبطت يسرا خلال سنوات الجامعة بمنير وتواعدا ألا يفترقا مهما كانت الظروف والأزمات، مرت سنوات الدراسة وكلاهما يشد من أزر الأخر حتي تمر دون اخفاقات، وبعدها ظل عاما يبحث عن عمل يساعده علي التقدم للوفاء بالوعد، ولكنه لا يملك من حطام الدنيا شىء، فتقدم من أجل خطبتها وغلق الأبواب أمام من يحاول التقدم لها من المعارف والأقارب، قابل والدها الأمر بالرفض حتي في مقابلته، ولكن إزاء اصرارهما وتهديدها ،قبل الأب علي مضض ليتقدم الشاب وكله حماس بعد أن هيئت يسرا الظروف فرحب به الأهل، ووافقوا على الخطبة، علي أن يكن الزواج بعد عام واحد. بذل منير خلال هذا العام كل جهده من أجل توفير النفقات و العمل لتوفير ثمن الأثاث، فأستأجر شقة لمدة ثلاث أعوام وجمع كلاهما راتبه من أجل الإنتهاء من الترتيبات الأساسية وتخلوا عن الكثير من الرفاهيات مقابل أن يجمعهما بيت واحد. وتم عقد القران فى أحد قاعات المساجد قليلة الثمن، فرحت يسرا بإرتداء الفستان لحبيبها بعد سنوات الإنتظار،وتم عقد القران دون كتابة مؤخر فى عقد الزواج حتى لا يحصل المأذون على نسبة منه، وعلى مضض وافق والد العروس خوفًا على صغيرته المدللة، وأنتقلت ياسمين من منزل أسرتها إلى عش الزوجية. عان الزوجين من شظف الحياة في خلال الأشهر الأولى بسبب ضيق الحال ولكن يسرا ظلت السند والقوة فتحملت ظروف زوجها، ورضت بها منذ البداية، فساندته فى عمله، وشجعته على تطوير نفسه، وساعدته علي البدء في مشروع يتمكنا من خلاله زيادة الدخل وتأسيس مستقبل لهما، مرت الأيام والشهور وهما لا يكنزا جهدًا في العمل علي تطوير مشروعها متعاهدين علي الصبروالثبات، حتي بدأ المشروع يضرعليهم دخلا أفضل واثبت نجاحه، فظل يعمل كلاهما فوق طاقته من أجل تثبيت قواعد المشروع. مرت الأشهر وزاد النجاح وبدأوا في التخطيط للتوسع وزيادة طاقة العاملين بالمشروع، وصبت الزوجة كل اهتمامها في تحقيق الحلم وتناست أنها زوجة ووضعت حلم الأمومة جانبًا حتي تحقق ما يصبوا إليه. ومع توسع المشروع وزيادة الدخل المادي، ومع اهتمام الزوجة بالعمل علي أمل أن يقدر زوجها الحبيب مجهودها ويزيد من حبها والقرب منها، جاءت رياح حبها بما لا تشتهي، فما أن اطمئن الزوج وزاد حسابه بالبنك حتي بدأ البحث عن ما تراعيه وتهتم به بعد أن انصرفت زوجته لمساعدته في زيادة حجم مشروعه، لتفيق من غفوتها لتلاحظ تغير تصرفات حبيبها، وكثرة غيابه عن المنزل ومعاملته الجافة لها، لكنها أرجعت ذلك إلى إنشغاله فى العمل وعزمه على النجاح. وبعد البحث خلف الزوج علمت بشراءه شقة جديدة فى أحد المدن الجديدة، والبدء في تجهيزها ودفع مبلغ مالي كبير ، شعرت بأنها ظلمت زوجها وأنه قرر مكافأتها بعد سنوات العذاب فى عيد زواجهما الرابع بالإنتقال لهذه الشقة ، وظلت علي انتظارها من أجل تفجير المفاجأة. مرت الأشهر وحضر منير في ذات مساء وطلب من زوجته الإستماع له فهو يرغب في الحديث معها في أمر هام، فتبادر إلي ذهنها أنه سيخبرها بأمر الشقة المفاجأة ولكن كانت مفاجأة من نوع أخر فقرر أن يكافأها بالزواج من أخري مال قلبه لها ولا يملك من أمر قلبه شئ، ويريد أن يخبرها بالأمر حتي لا تعلم من الخارج، فخلال أيام قليلة سيعقد قرانه عليها وينتقل للعيش معها، ولا يرغب في طلاقها فهي من بدأت معه مشوار حياته وطلبها بإستيعاب الأمر وعدم التهور. منذ إطلاق زوجها القنبلة في وجهها وشعرت كأنها في عالم آخر ومر عليهاىشريط سنوات العذاب والتضحية بكل شئ من أجل أن يكبر زوجها ويعوضها أمام أهلها بعد تمسكها به، فسقطت مغشيًا عليها من هول الصدمة، وعندما أفاقت وجدت نفسها وحيدة فى الشقة، قتلت الحيرة قلبها وعقلها ولا تدري ماذا تفعل هل تتوجه لمنزل والدها منكسرة بعد أن خذلها زوجها أم تصبر علي ما أصابها، ولكنها قررت أن تجمع بعض من أغراضها، وتوجهت إلى منزل والديها، وقصت عليهم ما حدث فلم تجد اللوم كما توقعت ولكن حاول الجميع التخفيف عنها وعرضوا عليها طلب الطلاق من زوجها. انتظرت يسرا أن يركض الزوج خلفها بعد أن هجرت المنزل ولكنه لم يعيرها أهتمامًا فحاولت الإتصال به ولكن كانت الصدمة أنه لم يرد علي اتصالاتها المتكررة ورفض الحديث معها بدعوي إنشغاله في العمل والزواج الجديد، فلم تجد مهربا لرد كرامتها سوي طلب الطلاق للزواج من آخر والمطالبة بكافة حقوقها.
  12. "التدين المغشوش قد يكون أنكي بالأمم من التدين الصارخ"، هكذا وصف الشيخ محمد الغزالي أصحاب اللحي الخادعة والذين يتخذوا من المظهر الديني وسيلة للوصول لأغراضهم الدنيئة، فهؤلاء يعدوا أشد خطرا علي الإسلام لأنهم حولوا الدين إلي مظاهر خادعة، تتلوك ألسنتهم بالآيات والأحاديث القرآنية أمام العامة من أجل الوصول إلي أغراضهم . "هالة" تلك الفتاة البسيطة منذ بلغت عامها الخامس عشر وبدأت في جمع ألبومات مطربها المفضل عمرو دياب وحفظ كافة أغانيه وترديدها ومتابعة خطوط الموضة وشراء ملابس تتناسب معها، ورغم ما كانت عليه إلا أنها كانت تحافظ علي أداء صلواتها اليومية ومحاولة التقرب إلي ربها. وكعادة الفتيات في سن المراهقة فقد ارتبط قلبها بحب أبن الجيران، لما تسمعه من كلمات الغزل والإعجاب وأصبحت مغرمة به، يتواعدان علي اللقاء عقب الانتهاء من دروسهما والسير معًا فتتشابك الأيدي وتتعامل القلوب وفي إحدي لقاءاتهم المتعددة تجاوز الأمر حتي تبادلا القبلات، لتجد أن الندم بدأ يعتصر قلبها وخشيت علي نفسها. أفضت هالة بما يدور بينها وبين حبيب قلبها لصديقتها المقربة، لتحذرها من ما هي مقبله عليه وأن الله سينتقم منها لما تفعله، ونصحتها بالإبتعاد عن طريقه، لتبدأ صديقتها في اصطحابها لدروس الدين التي تقيمها أحد الداعيات في منزلها لتعلم الفتيات أصول الدين وتعلمهم كيف يحافظوا علي أنفسهن من الوقوع من الفتن. منذ الوهلة الأولي وارتبط قلبها لما تسمعه من الداعية ووصف الجنة والأعمال التي تقربها إليها، وبدأت نظرتها للحياة تختلف لتقرر أن تغير من مظهرها المتبرج وترتدي الجلباب بإعتباره الزي الشرعي وتمتنع عن الإستماع للأغاني فهي مزامير الشياطين، وانتهت تمام عن مصافحة الرجال حتي اشقاءها. انتهت من دراستها وحان وقت الإلتحاق بالجامعة ولأن الاختلاط بين الجنسين محرم فقررت الإلتحاق بكلية للبنات فقط، من أجل دراسة العلوم الشرعية وأصول الفقة، وبدأت تواظب علي متابعة محاضرات الدروس الدينية للعديد من الدعاه الجدد وما أن انتهت من عامها الدراسي الثاني حتي ارتدت النقاب بعد فتوي شيخها المفضل. في أحد الأيام أرسلت لها صديقتها فيديو لداعية شاب بسيط في طريقته ويعتمد علي السلاسة في الشرح فبدأت في متابعة موقعه وفيديوهاته، ومع حلول الشهر الكريم حرصت هالة علي زيادة الجرعة الإيمانية وحضور كافة الدروس للمشايخ بالمساجد وخاصة الداعية الشاب فأصبحت تحرص علي متابعة ما يقدمه من فيديوهات والذهاب للمسجد لصلاة التراويح خلفه، وفي أحد الأيام تقدمت من الشيخ وبكل خجل طلبت منه التحدث في بعض الأمور الخاصة بها فبادر بإعطائها رقم الهاتف الخاص به علي أن تتواصل معه. فرحت من قلبها بأنها ستتحدث مع شيخها المفضل وتتخذ رأيه مباشرة في كافة القضايا الخلافية، تكررت المكالمات الهاتفية بينهما مع الحرص علي حضور الدرس الديني لتتفاجأ بعد فترة بتقدمه لطلبها للزواج، لم تصدق الفتاة ما سمعته فقد حققت حلمها بالزواج من شخص ملتزم دينيًا وأخلاقيًا، ورغم رفض عائلتها لهذه الزيجة، إلا أنهم رضخوا أمام إصرارها ولم يمر أكثر من ستة أشهر حتي حملت لقب زوجته. شعرت الفتاة بالسعادة مع زوجها فهو يساعدها علي الصلاة وقراءة القرآن ، استمرت الأمور علي هذا النهج لمدة عام حتي بدأت تلاحظ الفتاة انشغال زوجها الكثير واهتمامه بصفحته الشخصية علي موقع التواصل الإجتماعي وزيادة المكالمات الهاتفية والتي كان يبررها بزيادة المتابعين لأراءه وضرورة الرد علي أسئلتهم والتواصل معهم جميعا لتوصيل الرسالة الدينية. حاولت الفتاة تقبل مبررات زوجها فكيف تشك فيه وهو صاحب رسالة دينية و يدعو للهدي والتقي، ولكن الحقيقة لن تظل مختبئة طويلا. انتهت الزوجة من أعمال المنزل وأحضرت "اللاب توب" الخاص بزوجها لمشاهدة أخر فيديوهاته،ولكنها لاحظت أن زوجها لم يغلق صفحته الشخصية لتجد نفسها بدافع الفضول تبحث داخل رسائله الشخصية، لتكتشف الكوارث فزوجها يطلب صور شخصية للفتيات ويعرض عليهم الأرتباط، ووجدت رسائل حب غير أخلاقية مع بعض الفتيات وإعطائهم رقم هاتفه الشخصي، وعدم تحريمه للكثير من الأمور الدينية، أصابها الذهول مما قرأت فكيف للشيخ المتدين يبيح لنفسه ما حرمه علي الآخرين ويحلل ما حرمه الله. شعرت الزوجة بخيبة الأمل في خُلق زوجها وقررت أن تواجهه بما قرأت ليحتد عليها ويتهمها بالتجسس علي زوجها بالمخالفة للشريعة الإسلامية وأن ما يفعله حقه فقد منحه الله حق الزواج من أربع، وإزاء رفضها لما يقوله واتهامه بالتناقض وأنه يستغل الدين، قام بضربها وطردها من المنزل. ذهبت إلي منزل والدها وهي تشغر بالحزن لفعلة زوجها التي لا تغتفر وقررت أن يكن الخلع هو الحل من زوجها المتدين الزائف.
  13. «العين تري قبل القلب».. فالرجل دائما ما يبحث عن الجمال في المرأة مهما كانت صفاتها الحسنة الأخري، ولكنه يريد أن تكن شريكة حياته في جمال نجمات السينما، فأذا نظر إليها سرته بحسن جمالها وحلاوة لسانها، وكثيرا من الرجال يبرر بحثه عن المرأة الجميلة شكلًا حتي لا يلجأ للخيانة. تخرج «محمود» في كلية الآداب قسم اللغة الإنجليزية، وبدأ البحث عن عمله، فأقترح عليه صديقه أن يشاركه بالعمل كمترجم سياحي في المناطق الأثرية بأن يصطحب الزوار الأجانب في جولات علي المزارات السياحية في مصر ويشرح لهم تاريخها، تردد محمود كثيرا في قبول هذا العمل خاصة لقلة خبرته بالأماكن السياحية، ولكن أمام إصرار صديقة وتحفيزه بالمقابل المادي المغري وافق علي التجربة. بدأ محمود عمله بزيارات قصيرة لبعض الأماكن السياحية في الحسين وخان الخليلي والأهرامات وغيرها، فوجد أن الأمر فيه الكثير من المتعة وأن التعامل مع الأجانب أكسبه خبرات أكبر، فبدأ في تعلم لغات أخري تفيده في العمل وتطور قدراته علي الترجمة بالمصطلحات التاريخية فتقدم للحصول علي دورة لتعلم اللغة الفرنسية والألمانية. لفت جمال الفتيات الأجانب عينه خاصة أنهم غير مطصنعين ولا يلجأوا للبهرجة في وضع المساحيق التجميلية، فركز علي أن تكن شريكة حياته تجمع بين الجمال والعادات والتقاليد الشرقية ولكن الجمال هو الأهم . أثناء حضوره لمحاضرات تعلم اللغة لفت انتباهه وجود فتاة تدعي « أنجي »تتمتع بجمال هادئ وخفيفة الظل في تعاملها مع الجميع، واستغل فرصة تواجدهم في مجموعة واحدة في الاختبارات وطلب منها بعض أوراق المحاضرات وحصل علي رقم هاتفها للتواصل معها، بدأت المكالمات الهاتفية بينهما فهي الأخري تدرس التاريخ الفرعوني وتهتم بالآثار المصرية، فعرض عليها أن يصطحبها في جولة سياحية مع الأفواج التي يعمل معها. شعر بالارتياح للقرب منها فصرح بحبها ورغبته بالإرتباط بها، فهي تتوافق مع مواصفات فتاة احلامه فهي جميلة ورقيقة، لم يمر شهر حتي إعلان الأثنين خطوبتهم وإرتداء محابس الزواج في حفل عائلي بسيط. مر عام من الخطوبة كان الإثنين في غاية السعادة والتفاهم فهما دائمًا سويًا في كافة تجهيزات شقة الزوجية واختيارات الديكورات وخلال فترة الخطوبة لاحظ اعتناءها الشديد بمظهرها فهي دائمة الذهاب لمراكز التجميل وتهتم بأناقتها. تم الزفاف وسافر الزوجين لقضاء شهر العسل في أحد المدن الساحلية للاستمتاع بالأيام الأولي للزواج، ولاحظ حرصها الشديد علي عدم الخروج أو الظهور أمامه دون ميكاب حتي أثناء نومها لا تقم بإزالته الأمر الذي أثار استغرابه ولكنه برره بالاهتمام الزائد بجمالها. مر أيام العسل وبعد ثلاثة أشهر ظهرت أعراض الحمل علي الزوجة فرغم حرصها علي الإهتمام بشكلها ولكن لاحظ «محمود» ظهور شعر كثيف بشكل ملفت في وجهها، حاول الزوج تجاهل الأمر فزوجته في شهور الحمل وقد يكن الأمر نتيجة تغير في الهرومانات. وضعت «أنجي» طفلتها الأول وأطلقت عليها أسم » نادين»، وبعد شهور الحمل والسهر بدأت ملامح الإرهاق تظهر علي وجه الزوجة وإهمالها في شكلها بشكل كبير فبعد أن كانت تحرص علي الذهاب للكوافير بشكل أسبوعي وتضع المساحيق وغيرها أصبحت تهمل في نظافتها الشخصية بشكل كبير، حاول كثيرا لفت انتباهها لمظهرها ويجب عليها أن تعود لسابق عهدها. رغم النصح المتكرر من الزوج لزوجته إلا أنها ظلت علي إهمالها ولاحظ انتشار الشعر الكثيف علي وجهها وفي بعض المناطق الحساسة بصورة أقرب للرجال حتي أصبح ينفر من مجرد النظر إليها، فلم يجد سوء أن يطلب منها أن تذهب للكوافير لإزالة الشعر من جسدها وجهها مازحا «أنتي بقيت بشنب ودقن »، ومذكرها بجمالها الذي كان السبب في الزواج منها وأنها يتعامل مع فتيات أجانب ولا يريد أن يغضب الله ويذهب لطريق الحرام، انفعلت الزوجة أمام الإهانات المتكررة من الزوج وعدم تقديره لإهتمامها بتربية الطفلة الصغيرة وعدم مساعدتها وحرصه فقط علي راحته وأنها ليست دمية تتزين لتعجب حبيبها وعليه أن يتقبلها كما هي لم يقبل الزوج طريقتها وانهي الأمر بإلقاء يمين الطلاق عليها.
  14. "اللهم اكفني شر أصدقائي أما أعدائي فأنا كفيل بهم".. فما أصعب أن تأتي الطعنة من الصديق فهو مأمن سرك والمطلع علي نقاط ضعفك والقادر علي أن يحول حياتك إلي جحيم عندما يفشي أسرارك، فخيانة الصديق تحني الظهر مدي الحياة وتعطي للإنسان درسًا بألا يثق بأحد. "ثريا" تلك الفتاة ذات الخامسة والعشرين عاما خريجة كلية الفنون الجميلة التي اتخذت من الرسم علي اللوحات بالفحم الأسود مصدر عملها وأتقنت رسوم الوجوه والبورتريهات للشخصيات العامة والفنانين ونشرها علي مواقع التواصل الاجتماعي "انستاجرام" كنوع من الترويج لفنها وفي ذات الوقت لتلقي عروض من المتابعين لرسمهم. خلال سنوات الجامعة ارتبط قلبها بحب صديقها "أيمن"، فاستطاع خلال السنوات الأربع أن يحتل عقلها وقلبها، حتي أصبحوا حديث الجميع في الكلية وأنهم مثال للرومانسية والحب وفجأة انفصل الأثنين دون مبررات، ولكن "شهد" صديقتها الأنتيم كانت الشاهدة علي تفاصيل القصة من البداية للنهاية. استطاع "أيمن" بطريقته الخاصة أن يحول العلاقة من حب ورومانسية إلي علاقة جسدية فقد استطاع أن يستدرجها حتي بدأ الأمر بتبادل القبلات لتنتهي بعلاقة جنسية بينهما، وقبل انتهاء العام الدراسي الأخير طلبت منه التقدم لخطبتها والزواج بعد ما حدث بينهما، ليرفض الفكرة وأنه لن يتزوج من أمرآة سلمت جسدها لغريبا عنها. لم تصدق "ثريا" ما سمعته من حب عمرها فكيف انخدعت فيه، فهرولت من أمامه والدموع تغرق عينها لتلقي بنفسها في أحضان صديقتها وتقص عليها ما حدث، وقفت صديقتها إلي جوارها واستطاعت أن تساعدها علي أن تتجاوز محنتها وتقف علي قدميها بشكل أفضل ومساعدتها في عملها حتي التأم الجرح تماما. وضعت "ثريا" كل جهدها في العمل والتفرغ لتطوير موهبتها، وكذلك التقرب إلي الله ليغفر لها ذلتها، حتي قابلت " أسامة" ذلك الشاب المتدين الخلوق، والذي تعرفت عليه من خلال صديقتها الأنتيم، فهو صديقها بالعمل ويرغب في رسم بورتريه لوالدته لأعطائها كهدية في عيد ميلادها فجمعت بينها للاتفاق. بعد انتهاءها من الصورة المطلوبة، وجدت أنه يحاول التقرب منها والاتصال بها فتذكرت ماضيها المؤلم فقررت أن تبتعد عنه، إلي أن فاجأها بطلب يديها والزواج منها بعد أن لمس فيها الهدوء والأخلاق والحرص في التعامل مع الأخرين. دبت الغيرة في قلب الصديقة عندما علمت بخبر رغبة "أسامة " في الأرتباط بصديقتها وتفضيلها عليها ولكن لم تجد ما تفعله وألتزمت الصمت علي الأمر حتي ينتهي وتكن مجرد خطوبة فقط، ولكن خابت توقعاتها فبعد الخطوبة بدأت "ثريا" الحديث عن أخلاق خطيبها وكيف عوضها الله عما تعرضت له، فكلما رأت السعادة تشملها اشتعلت نار الحقد بداخلها ورغم كافة محاولاتها لإفشال الزواج وزرع بذور الخلاف بينهما ولكن انتهت فترة الخطوبة وعقد القران في حفل بسيط أنتقلت بها "ثريا" للعيش مع زوجها. حاولت "شهد" أن تتجاوز غيرتها وتستمر في إظهار الحب والقرب من صديقتها حتي تكن علي دراية بكافة ما يحدث بينهما حتي تسنح الفرصة وتبدأ في التفريق بينهما من جديد، ففي كل مرة تزورهما تجدهما في منتهي السعادة والحب وهي تحيا بمفردها فقد قارب عمرها الثامنة والعشرين ولم تتزوج مثل صديقتها رغم التزامها وعدم الإرتباط من قبل كما فعلت صديقتها لتجد ضلتها بهذه العلاقة المؤثمة. وفي أحد زيارتها لصديقتها جلست "شهد" تتحدث مع زوج صديقتها وأفصحت له عن علاقتها القديمة وأن زوجته كانت علي علاقة بشاب وخدعها بأسم الحب حتي أرتمت بين أحضانه ليتركها ويرفض الزواج منها بعد فعلته، أصابت الكلمات الهدف وصدم الزوج في "ثريا" خاصة أنها لم تفصح له من قبل عن هذا الأمر. ما أن غادرت الصديقة المنزل لتشتعل النيران بداخله ويبدأ الزوج في التحقيق مع زوجته بشأن هذه العلاقة وماحدث فيها وكيف تقبل أن تتزوجه بعد ما فعلت لتنهار الزوجة من الصدمة في صديقتها وتعترف بخطأها وتطلب منه الصفح والغفران فقد تابت إلي ربها وألتزمت بعدها. لم يقبل الزوج بما قالته الزوجة بعد أن شبت نيران الشك والغيرة في قلبه فتحولت الحياة بينهما إلي جحيم، فمنعها من الخروج والتحدث في الهاتف وأصبح يشك في كل تصرفاتها إلي أن قرر إنهاء مأساته وأرسل ورقة الطلاق لزوجته بعد خمسه أشهر من الزواج.
  15. خرج الحاج "حسن" من منزله ليجمع الإيجار من سكان العقار المالك له بأحد شوارع منطقة مصر الجديدة والذى ورثه عن والده وتركه للمستأجرين ليدر له عائدا شهريا ولو بسيط، فتذكر شقة "الست روز" فى الطابق الثالث والذى اعتاد رجل عجوز أن يمر عليه شهريا يطرق بابه ويدفع له الإيجار عن شقتها بابتسامة حنونة فى الموعد دون تأخير وظل على هذا الوضع لمدة خمس سنوات متواصلة، ولكنه تأخر هذه المرة، فسأل حارس العقار عنها ففوجئ بخبر وفاتها منذ أسبوعين، فصعد إلى الشقة ليجدها مغلقة ولم يقترب أحد من الورثة لها. وهنا جلس يفكر ماذا يفعل، فربما يكون هناك وريث لا يعلمه ولكن أين الرجل العجوز الذى كان يسدد قيمة الإيجار شهريا، وبعد تفكير لساعات قرر أن يكسر باب الشقة برفقة الحارس ليصل إلى معلومات عن الورثة. وأخذ يبحث هنا وهناك وفى الأدراج، وجد دفترا صغيرا به أرقام هواتف ولديها فدقق النظر فيها فوجدها أرقام دولية، دون تفكير اتصل بأحدهما فأخبره أنه فى أمريكا مع شقيقه منذ خمس سنوات وانقطع التواصل بينهما وبين الأم منذ عدة أشهر لانشغالهما، فأخبره بوفاتها وأنه يحتاج مقابلتهم لمعرفة موقف الشقة المؤجرة حاليا. وبعد عدة أيام جاء الولدين لمقابلة الحاج حسن فأخبرهما أن هناك رجلا عجوزا كان يسدد الإيجار واختفى فور وفاة "الست روز"، وهو الأمر الذى أثار دهشة الولدين فمن هو الرجل العجوز؟!، فقد عاشت أمهما بمفردها، فظنا أنه أحد أقارب أمهما، فدخلوا الشقة وأمسكوا بمدونة صغيرة كانت تكتب بها الأم أرقام هواتف أقاربها وعناوينهم، فاتصلوا بكل أقاربها إلا أنهم جميعا لا يعلمون عنها شيئا ولا عن الرجل العجوز. أخذوا يبحثون فى المنزل بصحبة الحاج "حسن" عسى أن يصلوا لشيء يوضح لهم حقيقة هذا الشخص، وفجأة وجدوا ورقة مرسوم فيها صورة رجل بالقلم الرصاص، شعره متناسق وعيناه واسعتان، وابتسامته هادئة، وكأنه ملاك فى هيئة رجل، ولكن يظهر على الصورة أنها رسمت بأيدى مرتعشة، فتذكرا الهواية المفضلة لأمهما، فهى كانت تعشق الرسم، وفور أن شاهد الحاج حسن هذه الصورة، ردد قائلا "هو دا .. هو دا اللى كان بيدفعلى الإيجار". ولكن الولدين لا يعلمان صاحب هذا الوجه المرسوم، إلا أن الحاج حسن لاحظ وجود كتابة فى الوجه الآخر من الورقة، فأخذها وبدأ يقرأ فحواها بصوت مسموع. "حسن يا حبيب الروح والعمر.. رغم الظروف اللى بعدتنا عن بعض بعد سنوات الجامعة، صحيح أن أهلى رفضوا استمرار حبنا ورفضوا جوازنا بسبب ظروفك المادية، وجوزونى ابن خالتى وحاولت أنساك كتير لكن قلبى عمره ما هاينساك زى ما أنا متأكدة أنك عمرك ما هاتنسانى حتى بعد ما بعدنا عن بعض لأنى عمرى ما كنت هاقدر أشوفك أو أكلمك وأنا متجوزة عشان دى تبقى خيانة بالنسبالى وحبنا الطاهر ميعرفش الخيانة، وحتى بعد وفاة جوزى خوفت أكلمك أو أحاول أوصلك عشان ولادى ميعرفوش إن قلب أمهم مع رجل غير أبوهم، لكن لازم تعرف انك هاتفضل حبيبى لآخر يوم فى عمرى". وفى نهاية الورقة وجدوا عنوان هذا الرجل، وكأن الأم كانت تود إرسال هذه الورقة إلى حبيبها وقررت الاحتفاظ بها بين مجموعة من الأوراق فى أحد الأدراج الخاصة، وهنا سيطر الفضول على الجميع لمعرفة هذا الشخص ومقابلته ولماذا يسدد قيمة الإيجار لمدة خمس سنوات؟، أى منذ سفر الولدين إلى أمريكا، رغم أن الورقة تعنى أنهما لم يتقابلا، فتوجهوا إلى العنوان المكتوب فوجدوا عقارا قديما عفى عليه الزمن فصعدوا إلى شقته فوجدوها مغلقة بقفل حديدى يغطيه التراب وكأنه لا يلمس منذ سنوات. فخرج لهم أحد السكان فسألوه عن صاحب الصورة ليخبرهم بأنه توفى منذ خمس سنوات تقريبا، وهنا كانت صدمة الجميع، فطوال الخمس سنوات الماضية كان يسدد إيجار شقة الأم وهو متوفى وانقطع بعد وفاتها !!، الرعب سيطر على القلوب.. وهرول صاحب الشقة وسط الشارع .. عفريت عفريت عفريت".
  16. لم تكن تعلم «عزة» الفتاة العشرينية، أن حياتها الزوجية ستكون تعيسة إلى هذا الحد ولا يوجد مجال للتفاهم مع زوجها أو هذا ما تبرره لنفسها ليرتاح ضميرها على أفعالها الشاذة مجتمعيا. فقد أصبحت مهووسة بممارسة الجنس مع أصدقاء زوجها، وتتلذذ بأن تراه مغفلا في نظرها ونظر أصدقاءه إلى أن وقعت في حب أحد هؤلاء الأصدقاء وتمادت العلاقة بينهما ليعيشا سويا حياة أشبه بالحياة الزوجية دون علم زوجها. خيل لها أن هذا الشاب يعشقها بجنون وأن مبرراتها تعتبر منطقية لتجبرها على خيانة زوجها وعاشا سويا على هذا الحال لمدة عام كامل وبعدها شعر هذا الشاب بالملل من العلاقة غير المنطقية من وجهة نظره، وكان دائم الغضب من أن يجد صديق عمره مغفلا إلى هذه الدرجة، وذات ليلة استيقظ ضميره بشدة وقرر أن ينهي هذه العلاقة ويكشف هذه الفتاة اللعوب. فبدأ يدخل الشك في قلب زوجها بطريقته الخاصة وطلب من زوجها أن يزوره في منزله وهو ذات الموعد الذي ستذهب فيه زوجته إليه ليكشف أمرها دون محاولة لتبرير الموقف أو التهرب منه ويخرج هو من الخلاف بأنه من طلب منه الحضور إذا يريد فضحها. وهو ما حدث بالفعل فجاء الزوج ليجد زوجته في منزل صديقه فسقطت أرضا من الصدمة وتركها الزوج والصديق على الأرض واتصلا بأهلها ليعلما حقيقة ابنتهم حتى لا تقص عليهم حديث مخالف للحقيقة وليكتب الزوج والصديق نهاية الزوجة الخائنة ونهاية الرباط المقدس الذي يربطهما سويا.
  17. دخلت «ندى» غرفتها لتحصل على قسط من الراحة وتتصفح حاسوبها الشخصي لتشاهد ذكرياتها مع زوجها التي دونوها بصور ومقاطع فيديو وبدأت تنظر إليهم بابتسامة هادئة لما رأته من لحظات سعيدة جمعتها بحبيبها ورحلة الشقاء ليصل بهم الحال إلى عش الزوجية، وفجأة وجدت ما لم يخطر ببالها يوما. لفت انتباهها ملف باسم زوجها ففتحته لتستمتع بما فيه من صور إضافية لم تحفظ بملفاتها فوجدت مقاطع فيديو تجمعه بفتاة في أوضاع مخلة للآداب وصور ذكرياته مع علاقاته السابقة قبل ارتباطه بها والتي ظهر عليها تاريخها ليؤكد قدمها ووسط هذه الصور وجدت ما شكت في حدثته فدققت النظر فوجدته يرتدى ساعة يد أهدته له في عيد ميلاده السابق فعلمت أن هذه الصور لم تقتصر على علاقات قديمة بل هناك ما هو حديث. كانت فى بداية الأمر تنظر إلى الصور بضيق رغم علمها بأنها مجرد ذكريات لعلاقات قديمة ولكن غضبها كان بسبب احتفاظه بهذه الصور على حاسوبها الخاص وهو ما ذكرها بحوادث "ريا وسكينة" والتى ارتكباها خلف قسم الشرطة حتى لا يشك أحد فى أمرهما، ولكن احترقت أعصابها عندما رأت صور حديثة وهو ما يؤكد خيانته لها رغم قصة حبهما. ولم تستطع "ندى" انتظار زوجها لتواجهه بما رأت فأرسلت له الصور ومقاطع الفيديو فى رسالة على حسابه الخاص على موقع التواصل الاجتماعى فهاتفها وأكد لها أنه مجرد سوء تفاهم وأن كل هذه الصور لعلاقات قديمة وجاءت إلى حاسوبها عن طريق الخطأ، ولكن حديثه لم يشف غليل "ندى" وأغلقت الهاتف وجلست تبكى بحرقة وفى منتصف الليل وصل زوجها ولم ينطق بكلمة أمام دموعها وتوجه للنوم ملتزما الصمت التام. وكان تصرفه أكثر ألما بالنسبة لـ "ندى" التى انتظرت زوجها يوضح لها حقيقة الأمر حتى بالكذب والإدعاء حتى لا تظل غاضبة منه فتوجهت إليه وطلبت منه أن يتحدثا سويا ففوجئت به يصرخ فى وجهها ويتهمها بأنها تبحث لاختلاق المشاكل والخلافات بينهما مؤكدا رفضه الحديث فى هذا الأمر فظلا يصرخا أمام بعضهما إلى أن وصل الحال مع زوجها لصفعها على وجهها. وهنا شعرت "ندى" أنها لن تستطع الحياة مع زوجها مجددا، فلم تطلب منه سوى المناقشة لتهدئتها وكان من السهل أن يمر الأمر كالمعتاد، فقد اعتادت أن تسامحه وتغفر له أخطاءه لشدة حبها له ولكن بعض كلمات معسولة تطيب خاطرها، وهذه المرة لم تجد سوى الصراخ الذى انتهى بصفعة، فقررت إنهاء هذه العلاقة الزوجية وحذف ذكريات الحب المشتركة بينهم والتى كانت تملأ قلبها قبل ذاكرة حاسوبها.
  18. وقفت «إيناس» تعد الطعام المعتاد لعائلتها وطفلها الأصغر يمسك بطرف جلبابها يناديها طالبا ما يسد جوعه به فإذ بها تقدم له طبق من شوربة العدس لتسمع أفأفته تتعالى: «كل يوم عدس أنا هاموت من الجوع وتعبت من العدس»، فتأثرت إيناس بكلمات طفلها ولكن ماذا تفعل ويداها مقيدة بمائة جنيه المحددين لمصروف المنزل من قبل زوجها ولم يترك لها سواهم. قررت محادثة زوجها لتخبره بأن صبر أطفالهما قد نفذ من هذه الضيقة وعليه التصرف لحل الأزمة، فوجدته يتحدث بصوت مكتوم فسألته عما يفعل فأكد لها أن يمارس مهام عمله إلى أن قاطعه صوت شخص يسأله أين يضع طبق الجمبري؟ لتجد زوجها يغلق الهاتف مسرعا فاستنكرت الأمر، وأيقنت حينها أن زوجها يبخل على أطفاله بالطعام، ولم يترك سوى هذه الجنيهات للإنفاق على الأسرة طوال الشهر، في الوقت الذي ينفق أموالا طاءلة على رغباته ويأكل كل ما لذ وطاب تاركا أطفاله يعانون من تكرار وجبة العدس يوميا. عندما وصل زوجها المنزل، حاولت النقاش معه في الأمر ولكنه رفض بشدة الاستماع إليها وتركها ليحصل على قسط من الراحة ولم ينطق إلا بكلمة «ماليش دعوة اتصرفي أنتي»، فطفح الكيل بها وأخذت أطفالها في اليوم التالي لتذهب بهم إلى أهالها فوصلت على موعد الغداء لتجد أطفللها يتسارعون إلى المائدة لتناول اللحوم والطيور وكل ما حرمه منهم أبيهم. لم تجد «إيناس»، شيء تقوله سوى أن ترتمي في أحضان والدتها وتقص عليها حقيقة زوجها، ولكنها فوجئت بحديث والدتها بأن ابن صديقتها يعمل في ذات الشركة التي يعمل بها زوجها، مؤكدا أن الرواتب الشهرية تبدأ فيها من 5 آلاف جنيه كحد أدنى، فكيف لزوجها أن يحدد 100 جنيه لمصاريف أسرة طوال الشهر وينعم هو براتبه. فجن جنون «إيناس»، التي كانت تظن أن زوجها لا يملك ما يستطيع إعطاءه إلى أسرته وهنا قررت أن تنهي العلاقة الزوجية حفاظا على أطفالها وتعيش مع أهلها لتضمن لقمة عيش فلذات كبدها وتوجهت إلى محكمة الأسرة لتسلك الطرق القانونية.
  19. استيقظ «حاتم» من غفلته على صوت رسالة استقبلها هاتفه، فأمسك بالهاتف ليرى حب عمره ترسل له دعوة حفل زفافها وتؤكد عليه ضرورة الحضور: «حاتم.. أنا فرحي الخميس الجاي لازم تيجي ولو ما جتش هالغيه وهكون أتعس واحدة في الدنيا.. وأنا عارفة أنك بتحب تشوفني سعيدة.. أرجوك تعالى هستناك». صدم «حاتم» في رسالة حبيبته، فإذا كانت ستبدأ حياة جديدة مع رجل غيره لماذا تؤكد على ضرورة حضوره؟ وبدأ يتذكر قصة حبهما الطاهر وخوفه عليها، وفور ما علم بأن والدها على علم بعلاقتها بشاب توجه إلى منزلها ليثبت حسن نيته، وقابل والدها وأخبره بحبه لابنته ولكن ما يمنعه دوما من خطبتها هو عدم قدرته المادية للزواج فقد توفى والديه منذ سنوات وراتبه يجعله عاجزا أمام الادخار للزواج ولم يجد من يساعده في الأعباء بعد وفاة والديه. كان والدها متفهما لظروف حاتم، ومنحه مهلة عام كامل، على أن يتخذ خطوة في سبيل الزواج حتى إذا كانت خطوة بسيطة تؤكد نيته بزواجه بابنته، ولكن مر العام سريعا عمل فيه «حاتم» أكثر من وظيفة ليستطيع الزواج بحبيبته، لكن في نهاية العام فوجئ بارتفاع الأسعار الذي وصل إلى الضعف، فأيقن حينها أن الحظ يعانده وابتعد عن حبيبته وقرر أن يعيش وحيدا بدلا من تعليق حبيبته به وهو على هذا الحال. وها هي الآن تدعوه إلى حفل زفافها؛ فبدأ يترقب عقارب الساعة إلى أن جاء يوم الخميس المنتظر وارتدى بذلته الأنيقة وتوجه إلى منزل حبيبته، الذي ملأته الألوان المبهجة والأغاني الصاخبة، وفور دخوله باب الشقة هلل جميع الحضور فاستغرب من أمرهم، إلى أن وجد والدها يعلن للجميع عن حضور «عريس» ابنته، فازداد استغرابه للأمر والتفت ليجد حبيبته تمسك بيديه وتتوجه به إلى مقعد العروسين، وتقص عليه سبب هذه المفاجأة. فقد ترقب والدها تصرفاته وأيقن أنه الرجل المناسب لابنته، وأن الظروف المادية هي العائق الوحيد أمامه رغم محاولاته المستميتة إلا أن رفع الأسعار كان لا يد له فيه، فهو الأمر الذي تأذى منه الجميع فقرر الزواج دون تكاليف تذكر ليخفف من أعباء الحياة على أن يعيش الزوجان بمنزل عائلة العروسة وباقي الأمور ما هي إلا شكليات أصبحت عائقا أمام مستقبل الشباب. وبعدها وجد والد حبيبته يقترب ومعه المأذون ليعلنهما زوجان أمام الجميع ويحقق حلم عاشقان أجبرتهما الظروف على الفراق.
  20. بعد انتهاء فترة الإجازة التى حاولت خلالها «رشا» استعادة نشاطها من جديد، لتعود إلى حياتها العملية، والوقوف مرة أخرى على أقدامها عقب صدمتها بوفاة زوجها فى حادث سير وهو فى منتصف الثلاثينات، فكرت السيدة العشرينية فى طفلتها التى لا تتخطى الـ5 أعوام من عمرها، فأين تتركها أثناء خروجها للعمل، بعد أن كان الأب يتبادل معها الاهتمام بالطفلة لأوقات عملهما المختلفة فانتهى تفكيرها بأن تأتى بمربية تقيم مع الطفلة لتلبى رغباتها وتجلس معها فى المنزل فى ساعات العمل الصباحية. وبالفعل أتت بمربية فى الخمسينات من عمرها ولكن سرعان ما هربت من المنزل لقسوة «رشا» فى التعامل معها فكانت توبخها وتضربها على أتفه الأسباب وجاءت بمربية أخرى وحدث معها ما حدث مع السابقة إلى أن جاءت بمربية أخرى بعد فترة من البحث عن البديل، ولكن هذه المربية اتضح أن قسوتها تضاعف قسوة الأم، فذات ليلة دخلت المربية لتنظيف المطبخ فسقط من يديها كأس زجاجى تحطم على الفور فجاءت «رشا» وصفعتها على وجهها، غضبت المربية كثيرا واتجهت إلى غرفتها باكية وفى اليوم التالى زادت قسوة الأم فى التعامل معها واتضح أن هذه الصفعة بداية العقاب وليس العقاب على تحطيم الكأس الزجاجى. وبدأت «رشا» وصلة التوبيخ والإهانة المعتادة عليها في التعامل مع المربيات، ماجعل الحقد والغل والكراهية يسيطران على قلب، ولكنها لم تخرج وتترك المنزل مثل سابقيها بل بقيت وأظهرت تحمل الإهانة أمام الأم، وذات ليلة دخلت «رشا» غرفة طفلتها فوجدتها تتلوى من شدة الألم فوقفت تراقب تصرفاتها فوجدتها تحاول الجلوس ولكن الألم الذى تشعر به تفوق على رغبتها ومنعها من الجلوس فقررت ألا تذهب للعمل فى اليوم التالى وتجلس فى المنزل دون أن يشعر بوجودها أحد لتراقب ما يحدث لطفلتها. كانت المفاجأة أنها وجدت المربية تتجه إلى غرفة الطفلة وتوقظها بالتوبيخ وبألفاظ بذيئة ثم أوقفتها وجعلتها تنحنى وخلعت سروالها وهى ممسكة بآلة حادة «مفك» وتهتك عرض الطفلة به، وسط تعالي صرخاتها وعويلها الذي لم يحول دون عذابها، فأسرعت الأم تجاه ابنتها واختطفتها من يدى المربية وارتمت الطفلة فى حضن أمها باكية من شدة الألم ووقفت تصرخ فى وجه المربية وطردتها من المنزل، والتزمت الأخيرة الصمت ولكن عيناها كانت مليئة بالفرحة لما سببته للأم من ألم ردا على معاملتها لها. وبدأت الأم فى رحلة علاج الطفلة الصغيرة لدى طبيب نفسى ليحاول علاج ما أفسدته المربية من تأثير سلبى على الطفلة الصغيرة خوفا على تمادى ما حدث معها ليؤثر على حياتها فيما بعد.
  21. دخل «عزت» الشاب العشرينى منزله بعد يوم عمل شاق كعامل بأحد المصانع ولكنه استطاع اليوم أن يخرج مبكرا من جهة عمله ليصل إلى المنزل قبل موعده المعتاد الوصول فيه فانتبه إلى أصوات نابعة من غرفة والدته التى اعتادت ان تجلس بمفردها بالمنزل طوال اليوم بعد وفاة والده فاتجه إلى غرفتها بخطوات هادئة وفتح جزء من باب الغرفة ليفاجئ بوالدته عارية فى أحضان صديقه المقرب. وقف «عزت» مذهولا مما شاهده محاولا تجفيف العرق المتساقط على جبينه وتملك أعصابه منعا للتهور ففكر فى الانتقام ولكن بعيدا عن رد الفعل الطبيعى، لأى شخص فى موضعه وأمسك بهاتفه وطلب صديقا له والده يعمل فى مهنة المأذون الشرعى بذات المنطقة وطلب منه حضور والده لأمر ضرورى. وبعد دقائق خرجت والدته من غرفتها متجهة لدورة المياه ففوجئت بوجود «عزت»، واقفا يتبع خطاتها فنظرت إلى جسدها العارى وتلون وجهها بلون الدم وأسرعت إلى غرفتها لتستر جسدها وهنا دخل «عزت»، غرفتها ليواجه صديقه الذى مارس العلاقة الجنسية مع والدته وكانت صدمة الصديق لا تقل عن صدمة الأم بعد انكشاف أمرهما والتزم «عزت»، الصمت إلى أن جاء المأذون فاستقبله بابتسامة تخفى ما به من ألم وعاد لصديقه ووالدته يأمرهما بارتداء ملابس كاملة للخروج من الغرفة. وفور خروجهما فوجئوا بوجود المأذون مستعدا لعقد قران الأم وعشيقها فابتسمت الأم ابتسامة نصر اوضحت غايتها فى الزواج منه ولكن العشيق وقف مرتبكا عاجزا عن التصرف فسألته الأم: «مش انت كنت بتقول انك هاتموت وتتجوزنى بس خايف من رد فعل ابنى وادى ابنى اهو اللى جاب المأذون بنفسه يلا بقى عشان كتب الكتاب»، فتلجلج العشيق ونظر إلى «عزت» مستنكرا رده وأخبرهم برفضه فى الزواج من سيدة فى عمر أمه وأن كل ما بينهما ما هى إلا علاقة مؤقتة لا يستطيع استمرار حياته كشاب مع زوجة خمسينية. وهنا بدأ الصراع بين الأم وعشيقها دون تدخل من «عزت» فيما يدور بينهما وأمسكت الأم بعشيقها وخلعت حذاءها وبدأت تضربه به على رأسه تارة وعلى وجهها ندما تارة أخرى فقد ندمت الأم على تصديقها لشاب ووعوده لها بالزواج وظنت أنه مجرد ضحية لظروف أن ابنها صديقه ويخشى الزواج منها تحسبا لغضبه وعندما حانت الفرصة الحقيقة كشفت أمر الشاب اللعوب إلى آن حاول إيقافها عن ضربه وبدأ يهينها بأنها من استسلمت لرغباته بسهولة وإذا كانت تخاف على سمعتها وشرفها لم تكن تسمح لنفسها قبل أن تسمح لأحد باقامة علاقة جنسية معها. وظل «عزت» واقفا متخذا مقعد المتفرج متلذذا بما يحدث من إهانة الطرفان لبعضهما لينتقما من بعضهما بعد كشف حقيقة العشيق ورفض التدخل فى الأمر منتظرا النهاية والتى كانت ضرب الأم للعشيق وتمزيق ملابسه وإصابته بجروح فى مناطق متفرقة من جسده وتجمع الجيران على المشهد دون أن يعلم أحد بحقيقة الامر وأبلغوا رجال الشرطة والذين جاءوا لإلقاء القبض على الأم وعشيقها للتحقيق معهما ووقف «عزت» يصفق بابتسامة سعيدا بالانتقام على طريقته الخاصة لينال كل منهما عقابه.
  22. الحدث: «سيدة أربعينية يظهر عليها مظاهر الترف وتتحرك بين جنبات مطار القاهرة، وأثناء تواجد المقدم يحيى عزالدين بخدمة الأشراف على صالة السفر وبصحبته النقيب رضا شرابي، ضابط الصالة السفر بمبنى الركاب 2، وأثناء متابعة القوات والشرطيات بالقيام بتفتيش الركاب لبيان ما يحوزنه من ثمة ممنوعات». وفى تلك الأثناء، «وأثناء قيام العريف نشوى أيمن عبد العليم، تصريح رقم 4252/3/79 ش من قوة إدارة تأمين الركاب بتفتيش الراكبة (نادية. أح)، مواليد 23 سبتمبر 1971، مصرية الجنسية، ربة منزل، وتحمل جواز سفر رقم 21092178 A تاريخ الإصدار 2 أغسطس 2017 تاريخ الانتهاء 1 أغسطس 2024، والمغادرة على الرحلة رقم 304 الخطوط الجوية السعودية، والمقرر إقلاعها الساعة 11،15 مساء، وأثناء تفتيشها اشتبهت العريف نشوى بجسم شبه صلب بالمنطقة الحساسة بين أرجل الراكبة، الأمر الذى أدى إلى حالة من الارتباك والتوتر ظهرت عليها». العريف «نشوى» طلبت من الراكبة «نادية» الكشف عن الجسم الغريب الموجودة فى جسدها، بينما رفضت الاستجابة لطلبها، وتم اصطحاب الراكبة لمنطقة تفتيش خاصة، وطلبت العريف للمرة الثانية إخراج الجسم إلا أنها رفضت هى الأخرى للمرة الثانية، فقامت العريف «نشوى» بطلب الباحثة «حنان» من قوة إدارة تأمين الركاب لمعاونتها في التفتيش، فلاحظت العريف «نشوى» قيام الراكبة «نادية» بإخراج الجسم شبه الصلب من بين طيات ملابسها، وحاولت إلقاؤها وحضرت الباحثة «حنان» بصحبة العريف «نشوى»، وتمكنا من ضبط الجسم شبه الصلب قبل التخلص منه. وهنا تم تحرير المحضر من قبل المقدم يحيى عزالدين، وبفضه فى مواجهة الراكبة تبين أنه مادة داكنة اللون يشتبه أن تكون والحشيش المخدر، وبمواجهتها بما أسفر عنه الضبط والتفتيش، واعترفت بحيازتها واحرازها للمضبوطات بقصد الإتجار تم وزنها بالميزان غير الحساس وتبين أنها مادة الحشيش المخدر، وبالعرض على النيابة العامة تم حبسها 4 أيام ثم التجديد 15 يوماَ حتى احالتها لمحكمة الجنايات بتهمة تصدرير جوهر الحشيش المخدر بدون ترخيص كتابي من الجهة الإدارية المختصة. وعقب إحالتها للمحاكمة فى القضية المقيدة برقم 14381 لسنة 2018 جنايات النزهة، وأثناء تداول الجلسات أمام محكمة جنايات النزهة، عاقبتها المحكمة بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وقد ابدى أشرف شرف الدين، محامى المتهمة، دفوعة القانونية والذي صرح بأن القضية لم تغلق بعد وأنه لا محالة سوف تتصدى محكمة النقض للموضوع، مؤكداَ أن كافة الإجراءات التي تمت مع المتهمة في تفتيشها هي مخالفة للشرعية الإجرائية، وكذلك مخالفة لصريح قانون الإجراءات الجنائية خاصة المادة 46 من الأخير.
  23. اتكأت على اريكتها بجوار زوجها «مهند» لتتحدث معه عن سبب عدم خروجه للعمل لعدة أشهر على الرغم من التزامها بعملها يوميا، «رشا» الفتاة العشرينية التى وافقت على زواجها من "مهند" عندما شعرت بأنه شاب طموح وجدته مستسلم لقرار فصله من العمل ولا يفكر فى البديل لسد احتياجات المنزل أو حتى ليخرج من حالة اللامبلاة التى أصابته. وبعد مناقشة دامت لساعات لم تثمر شئ قررت الذهاب للنوم والاحباط يتملك قلبها وفى صباح اليوم التالى توجهت للعمل وأثناء تصفحها لمواقع التواصل الاجتماعى وجدت الكثير من أصدقاءها يشاركون مقطع فيديو لشاب حاول المحيطين به تحطيم أحلامه ولكنه أصر أن يمحو كلمة مستحيل من حساباته وحقق نجاحات متتالية أبهر الجميع بقدرته الداخلية. وهنا قررت أن تنتهج هذا النهج فى علاقتها بزوجها وأول ما خطر ببالها أن تأتى بلوحة ورقية وتكتب فيها قائمة أحلامها وعلقتها فى غرفة النوم لتستيقظ على رؤيتها يوميا فلفتت هذه اللوحة انتباه زوجها وتطلع إليها باهتمام فأخبرته أنها قررت أن تحدد أهدافها التى تعيش من أجلها لآخر يوم فى عمرها فالتفت إليها بابتسامة هادئة. وبعد عدة أيام أمسكت "رشا" قلم لتكتب بجانب أحد أحلامها كلمة "تم" وهو ما استطاعت تحقيقه بالفعل بعد سعيها من أجله فانبهر زوجها من فرحتها وفى نهاية الليل استيقظت من غفلتها لتجد زوجها ممسكا بلافتة ورقية ويكتب فيها أحلامها وهنا دق قلبها فرحا وتوجهت إليه لتخطط معه كيفية الوصول لهذه القائمة من الأحلام واتفقا على العمل الجاد من أجل تحقيقها. وكان أول حلم مكتوب هو انشاء مشروع خاص به حتى لا يظل تحت رحمة أحد المسئولين ويكون هو المسئول عنه وبدأت تجهز معه دراسة الجدوى فوجدا أن رأس المال كبير فأسرعت إلى خزينة ملابسها وأخرجت صندوق مجوهراتها وأخذته وتوجهت إلى محال الصاغة وباعت كل ما به وعادت للمنزل ومعها ما يكفى لرأس مال المشروع الذى حلم به زوجها فوجدته يرقص من شدة الفرحة وفى خلال أسابيع أنشأ المشروع وافتتحه وسط فرحة عارمة سيطرت على المتواجدين وخاصة أهله الذين لمسوا التغيير الحقيقي فى هذا الشاب. وعندما عاد إلى المنزل أمسك قلمه وكتب "تم" بجانب أول أحلامه وهنا علم أن زوجته هى السبب فى سعادته وتغييره للأفضل وأن إصرارها على نجاحه هو نجاح حقيقي للطرفين فدخل غرفة النوم ليجد زوجته ممسكة بقلم وتكتب "تم" أيضا وعندما دقق النظر فى الحلم الذى حققته وجده أن يكون زوجها حاله أفضل ويعمل فيما يحب فاحتضنها من ظهرها واتفقا على النجاح سويا ليمحو كلمة مستحيل.
  24. دخل «أحمد» غرفة الكشف وبدأ يقص للطبيب كل ما يعانى منه مع زوجته، التي تزوجها بعد سنوات من الحب شهد عليها الجميع، ورفض إقامة علاقة جنسية معها إلا بعد أن يربطهما الرباط المقدس ولكن في بعض الأوقات كانت النفس أمارة بالسوء فكان يحدث علاقة ولكن عن طريق الهاتف أو محادثات بالصوت والصورة على الإنترنت وليس أكثر من ذلك. فسأله الطبيب على المشكلة التي يمر بها حاليا وما علاقتها بما يرويه من ممارسات جنسية عبر الهاتف معها قبل الزواج، فارتبك «أحمد»، وبدأ يتحدث بكلمات متلعثمة أن نهاية العلاقة عبر الهاتف كانت ممارسة العادة السرية حتى يصل كلا منهما لشعور النشوة واستمر هذا الحال طوال خمس سنوات، ولكن بعد زواجهما أصبحت العلاقة الجنسية الطبيعية عبء على الطرفين ولم يشعر أحد منهما بالوصول للنشوة، إلا بممارسة العادة السرية وكأنهما لم يتزوجا بعد. وهو الأمر الذي صنع فجوة بينهما وأصبحت العلاقة متوترة على المستوى العام وليس في العلاقة الجنسية فقط، حتى أن والدتها لاحظت أن هناك أمر ما سبب في كافة المشاكل ولم تخبرها ابنتها به فظنت أنني غير قادر جنسيا، وطلبت منى التوجه إلى طبيب لبحث المشكلة، وإما لن يستمر زواجهما طويلا. تنهد الطبيب وأخبره بأن كل ذلك نتيجة اعتياد الطرفين على وجود المتعة في شيء معين وهو العادة السرية، ومن الصعب أن يعتاد على العلاقة الطبيعية بشكل سريع، ولكنها مع العلاج النفسي والوقت ستمر الأزمة مرور الكرام ولكن من الضروري وجود الزوجة في المرة المقبلة للعلاج سويا. توجه «أحمد» إلى زوجته وأخبرها بما حدث فصاحت في وجهه بالرفض التام وهاتفت أمها طالبة منها الحضور، وفوجئ بحديثها أنه غير قادر جنسيا وأنها كانت تخفى الحقيقة حتى لا تؤذيه نفسيا، لكنه كان يشبع رغباتها بعد الزواج من خلال العادة السرية، فعلم «أحمد» أن زوجته موافقة على فعل أي شيء سوى أن يعلم أحد بالعلاقة قبل الزواج فظل صامتا يستقبل أحاديث وكلمات تمس رجولته، ورفض التحدث بالحقيقة إلى أن طلبت منه الأم الطلاق فرفض فأخبرته بتقاضيه وفضحه في المحاكم وكشف حقيقته أمام الجميع. فوقف «أحمد» حائرا بين خيارين أصعب من بعضهما، وقرر أن الطلاق يتم ولكن ليس لعدم رجولته فكان يحتفظ بمقاطع فيديو لزوجته قبل الزواج، وهي تمارس الجنس معه خلال الإنترنت بالصوت والصورة فأظهرها لأمها، ولكنه لم يخبرها بأنها كانت تمارس معه هو، لكنه أوضح أنه رأى هذه المقاطع بعد زواجهما على حاسبها الخاص، وهو ما يؤكد سوء سلوكها لذلك لم يستطع التعايش معها، مؤكدا أنه على أتم استعداد للكشف الطبي لإثبات قدرته الجنسية. وقفت زوجته والأم يتصببان عرقا من شدة الخوف والتوتر وعلى الرغم من أن زوجته تعلم أن هذه المقاطع كانت خلال علاقتها به، وليس مع شخص آخر إلا أن هول الصدمة جعل لسانها يعلق في حلقها، فتركهما وخرج متوجها إلى المحامي لإنهاء إجراءات الطلاق مشترطا على زوجته التنازل عن حقوقها المادية وهنا رفضت زوجته وأمها الطلاق خوفا من الفضيحة، وقررا حل الأزمة بهدوء وطلبت الزوجة من أمها أن تتركها تحل مشاكلها بمفردها، مؤكدة لها أن كل ذلك سوء تفاهم وستصل إلى الحل المناسب. ووافقت الزوجة على طلبه اللجوء لطبيب وتوجهت معه وقصا عليه كل الحقيقة ولكنها لم تذهب بغرض علاج الأزمة ولكنها ذهبت لتسجل على هاتفها كل ما دار في عيادة الطبيب لتثبت لأهلها حقيقة هذه المقاطع المصورة لأنها تعلم جيدا مهما حاولت إثبات ذلك بحديثها ليس هناك دليل على صحة كلامها، وعلى الرغم من علمها بأن ما ارتكبته خطأ ولكنه أهون بكثير من الاتهام الموجه لها بإقامة علاقات مع الرجال فهي لم تقيم علاقة سوى مع الشخص الذي أصبح فيما بعد زوجها وهو ما سيخفف من حجم الكارثة. وفي نهاية اليوم توجهت إلى أمها وعرضت عليها ما سجلته في غرفة الطبيب، مؤكدة عدم قدرتها على استمرار هذه العلاقة وأنها على استعداد للتنازل عن كل حقوقها بدلا من التعايش مع شخص حاول تشويه صورتها أخلاقيا، فتوجها سويا إلى «أحمد» طالبين الطلاق بدون ذكر أسباب، مؤكدين على تنازلهم عن الحقوق المادية وهو ما لباه على الفور.
  25. دخلت "هند" غرفة زوجها فى منزل عائلته لأول مرة بعد زواج ثلاث سنوات لكونها الغرفة الخاصة الممنوعة من الدخول بأمره حتى بعد زواجه وانتقاله لعش الزوجية، مؤكدا طوال الوقت بأن حياته وذكرياته مدفونة بين جدران هذه الغرفة الصغيرة ولكن فضول "هند" جعلها تستغل عدم وجوده اعتمادا على علاقة الصداقة القوية التى تربطها بحماتها. وبدأت تنظر هنا وهناك لتجد تلالا من الكراكيب والتى أطلق عليها ذكرياته الخاصة وأخذت تتصفح الأوراق المبعثرة وصوره منذ الطفولة وفترة المراهقة لتكتشف حقيقة أخفاها عنها سنوات. فوجئت بعلاقاته الجنسية مع صديقاته والتى دونها بالصور وهن الصديقات المقربات له حتى وقتنا هذا وتقربت إليهن بناء على رغبته مؤكدا أنهن أخواته لا غير ولكن الصور أثبتت أن العلاقة ليست أخوة على الاطلاق، وفى رحلة بحثها وجدت عقد زواج عرفى لزوجها مع إحدى صديقاته التى تتردد على عش الزوجية بشكل شبه يومى ويخرجان سويا بحجة علاقة الصداقة البريئة منذ الصغر. حاولت حماتها أن تخفف من غضبها ولكنها لم تستطع السيطرة على صدمتها وخرجا سويا من الغرفة وبعد دقائق وصل زوجها فأمسكت بكل ما يثبت ماضيه الملوث والذى احتفظ به حتى الآن وبعلاقته بالفتيات فصاح فى وجهها رافضا مبدأ التفتيش أو الدخول للغرفة ولكن صياحه لم يسيطر على غضبها وأخذت معها الأدلة وتوجهت إلى منزل أهلها وهاتف صديقات زوجها للحضور وعندما وصلوا واجهتهن بالصور وعقد الزواج العرفى ولاحظت الصدمة على ملامح وجههن ولم يستطع أحد منهن النطق بشئ سوى الحقيقة بعد كشف سرهن. وبدأ الصديقات يقصن عليها حقيقة العلاقة المستمرة وحتى علاقة الزواج العرفى وكل ذلك أمام أهل "هند" الذين أمروا الصديقات بالخروج من المنزل وقرروا إنهاء العلاقة الزوجية التى جمعت "هند" بزوجها الذى لم يتخلى عن ماضيه واثقين بأن أغلب الشباب لديهم علاقات أيا كان نوعها قبل الزواج ولكن الاستمرار بها بعد الزواج وغش الزوجة بأنهن صديقات ليس إلا لاستمرار العلاقة هذا ما رفضه الجميع بشدة وتوجهوا سويا لطلب الطلاق من محكمة الأسرة.
×
×
  • انشاء جديد...